ثقافة و فن

الروس والأوكران والصراع عبر التاريخ .

إدريس زياد – الجريدة العربية

الروس و الأوكران ينحدرون من أصل سلافي ولغتيهما قريبتَي التشابه حتى التطابق أحياناً، كما أن حوالي ثلث سكان أوكرانيا يتكلمون الروسية، منطقة كييف بأوكرانيا كانت المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية وكانت تسمى “كيفسكايا روس” كما كانت كييف عاصمة روسيا القديمة قبل أن تصبح “سانتبيتربورغ” وبعدها “موسكو”، والأوكرانيون كانوا قبيلة سلافية صغيرة تنتشر على رقعة صغيرة غربي مدينة كييف الحالية، ولم تكن للأوكرانيين دولة في مساحة أوكرانيا الحالية، إنما بعد ثورة البلاشفة سنة 1917، قام اليهودي الروسي فلاديمير لينين بتأسيس دولة أوكرانيا على أراضي روسية، وما كان يتوقع تفكك الإتحاد السوفياتي وذهاب الأراضي الروسية إلى ملكية الأوكرانيين، كما أن شبه جزيرة القرم لم تكن داخل أوكرانيا عند تأسيسها سنة 1922 بل أدخلها خروشوف ذو الأصل الأوكراني سنة 1954 لتسهل إدارتها ولكونه أوكرانياً، وما كان أحد يتوقع آنذاك أن يتفكك الإتحاد السوفياتي…

اتضح في السنوات الأخيرة أن منطقة “الدونباس” غنية جداً بغاز “الشيست” الشيء الذي عجل بالإتفاق بين أمريكا وأوكرانيا على استخراجه وبيعه لأوروبا كبديل للغاز الروسي، ومنطقة الدونباس كانت المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الإتحاد السوفياتي، توجد بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء التي أصبحت أمريكا تشتريها من روسيا بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، وهي الآن تحت نفوذ أوكرانيا، كما أن كل أراضي أوكرانيا هي من نوع التربة السوداء الشديدة الخصوبة، بالإضافة لكون أوكرانيا من حيث المساحة هي أكبر دولة أوروبية، أما روسيا فمساحتها فقط 321 ألف كلم مربع في أوروبا والباقي في آسيا، ولذلك فإن أوكرانيا كانت المصدر الرئيسي للغذاء في الإتحاد السوفياتي وكذلك الآن بالنسبة لروسيا، كما تريدها أوروبا أن تصبح مصدرها الغذائي، وهو ما يغضب الروس الذين لا تنتج أراضيهم شيئاً مهماً بسبب كثرة الثلوج…

روسيا التي ورثت عن الإتحاد السوفياتي برنامجاً متقدماً من الصواريخ الفوق صوتية، توصلت أخيراً إلى إنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس وعشرين مرة، وهو ما لا تملكه أمريكا، وبذلك تكون روسيا اليوم قادرة على تدمير كل حاملات الطائرات الأمريكية الإحدى عشر بضربات صاروخية سريعة، وهو ما يفسر تعنت الروس وتهديدهم لأمريكا بتدميرها قبل أن يُردّ لها جفن…

وأخيراً يظهر بأن روسيا ضحّت كي لا تخسر أوكرانيا لأنها جزء حيوي منها وتعتبرها جزءاً من أراضيها التاريخية، وكي لا تسمح بتهديد أراضيها في حال انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتصبح أسلحة الغرب الثقيلة والمتطورة على تخومها، أما الغرب فهو يريد كسر هيبة وقوة روسيا وإخضاعها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة مواد و مقالات الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....