دولي

تداعيات الرّد الإيراني على استهداف الصهاينة لقنصليتها في سوريا .

الجريدة العربية – إدريس زياد

ردت إيران ردّاً مباشراً على استهداف قنصليتها في سوريا الذي خلّف دماراً وضحايا، وجعلت المنطقة تحبس أنفاسها ليلة كاملة، عدد المُسيّرات والصواريخ التي أُطلِقت كبير جداً، ومَهْما كان الإستعداد الصهيوني فالأكيد أن بعضها سيسقط على الأرض ويصيب بعض المباني، أمريكا متفاجئة من حجم الرد الإيراني الذي كان سريعاً هذه المرة وحفظ ماء وجهها، فهناك تشابك مصالح وتقاطعات بينها وبين أمريكا في المنطقة في عدة ملفات وعدة ساحات، الرد الإيراني أثبت أنها ترتكز على حليف قوي لن يتركها وهو روسيا، كما أثبت كذلك أنها امتلكت قدرات تؤهلها لخوض حرب كبرى، إطلاق صواريخ من إيران والعراق واليمن ولبنان في نفس الوقت، والمُسَيّرات قد وصلت إلى القدس وحيفا وبئر السبع وديمونة والنقب، وهناك مقاطع فيديو تؤكد استهداف مطار رامون العسكري في النقب، وإسرائيل تؤكد إصابة مطار رامون في الهجوم الصاروخي الإيراني، وإيران تقول أنها ضربت القاعدة الجوية التي انطلقت منها الغارة الجوية التي استهدفت القنصلية الإيرانية، وقُدّرَت كلفة اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية بمليار دولار، وهذا لا يقلل من قيمة الرد وأهميته، أظن أن إسرائيل ستمتص الضربة ولن ترد أو سترد بطريقة غير مباشرة، إلا إذا سيطر عليها منطق اليمين المتطرف الذي يسعى لتفجير حرب يأجوج ومأجوج فإن حرباً إقليمية ستندلع، وهذا الأمر مرتبط بموقف إسرائيل و ردّة فعلها…أهم وأفضل ما حدث هو توقف الطيران الصهيوني عن التحليق فوق غزة لأول مرة منذ اليابع من أكتوبر، وتأثير الرد الإيراني على حرب غزة محدود، لكن من الممكن الآن حدوث ضغوطات باتجاه وقف حرب غزة سيما وأمريكا معنية بوقف الحرب، والأمر الواقع يثبت أن الحرب الإقليمية أو حتى العالمية أمر حتمي لا مفر منه، والعالم يشهد تشكل حلف سياسي واقتصادي وعسكري مضاد للحلف الأطلسي، مكون من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وهناك عدة نقاط ساخنة قد تؤدي لاندلاع الحرب، لكن لا يستطيع أحد الجزم متى يكون ذلك وإن كانت مؤشرات كثيرة تدل على أنه قريب والحريق ينتظر الشرارة فقط، ومن أهداف هذه المواجهة الإقليمية الآن أن تقوم معادلة جديدة للردع المتوازن تنهي به مقولة إدارة السلوك التكتيكي التي استمرت لعقود “سنردّ في الوقت المناسب والمكان المناسب” وتجعل مكانها مقولة جديدة “سنرد فوراً” ويبدو أن فرض هذه المعادلة لا تمانعه أمريكا في ظل اشتعال هذه المنطقة، ونترقّب مفاجآت التداعيات التي لا يَحسب لها الحاسبون…والجميل في كل هذا أن ماكرون نشر تغريدة يدين الهجوم الإيراني ويعلن تضامنه كالعادة مع إسرائيل هذا ليس غريباً أو جديداً، الجديد هو ردود الفرنسيين على تلك التغريدة، أغلبهم أيد حق إيران في الرد وأن إسرائيل هي المعتدي.إلا أن الفيصل يبقى في أولئك المقاتلين الغزاويين الأشداء على الأرض الذين يناورون بين العيون، ويقتنصون لحظة الصيد، ويصنعون الفرص بالنار، وقديماً قالوا إن السلاح بِضاربه، فالسيف البتار لا يكون حاسماً إلا بذراع قوية تضرب به.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة مواد و مقالات الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....