
المنتخب المغربي يفوز على تونس… لكن بوجه هجومي باهت وارتباك تكتيكي يثير الأسئلة
الجريدة العربية – فاس
رغم الفوز بهدفين دون رد في المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره التونسي مساء الجمعة بمدينة فاس، إلا أن الأداء العام لـ”أسود الأطلس” لم يخلُ من علامات استفهام، خاصة على المستوى الهجومي.
المباراة، التي تدخل في إطار استعدادات المنتخبين لكأس أمم إفريقيا 2025 وتصفيات مونديال 2026، كشفت عن عجز هجومي مغربي استمر لأكثر من 80 دقيقة أمام خصم ركز على الدفاع ورفض المغامرة، مخافة استقبال أهداف قد تُثقل كاهله.
استحواذ دون فعالية… وشح في الحلول
رغم سيطرة المغرب على معظم فترات اللقاء، بدا واضحًا افتقاد الخط الأمامي للنجاعة والخيال، خاصة في ظل التكتل الدفاعي التونسي الذي أغلق كل المساحات وترك المنتخب المغربي يدور الكرة عرضيًا دون عمق فعّال.
وحتى مع محاولات التمرير السريع والتوغل من الأطراف، افتقر اللاعبون للّمسات الأخيرة، وسط تسرع وقلة تركيز في الثلث الهجومي الأخير.
تغييرات الركراكي أنقذت الموقف… ولكن متأخرًا
المدرب الوطني وليد الركراكي انتظر حتى الشوط الثاني لإجراء تغييرات قلبت المعادلة، عبر دخول كل من أيوب الكعبي وسفيان رحيمي، ما منح المنتخب نفسًا جديدًا في الثلث الهجومي، وأسفر في النهاية عن هدفين متأخرين.
لكن هذه التحولات جاءت متأخرة نسبيًا، وطرحت تساؤلات حول خيارات البداية والتأخر في التحرك الفني. فهل افتقر الطاقم التقني للجرأة التكتيكية منذ البداية؟ وهل باتت خيارات المنتخب مكشوفة أمام المنتخبات الكبرى التي تحسن الدفاع؟
فوز متأخر… ونقاط ضعف بارزة
رغم فوز المنتخب المغربي على نظيره التونسي بهدفين دون رد، فإن الأداء العام كشف عن مجموعة من نقاط الضعف التي تستدعي وقفة تقنية جادة. فقد بدا المنتخب مفتقراً للسرعة في التحولات الهجومية، مما سهل على الدفاع التونسي التمركز وغلق المساحات. كما اتّضح ضعف التنسيق بين لاعبي الوسط والهجوم، حيث غابت الانسيابية في بناء اللعب وظهرت الفجوات واضحة بين الخطوط. إلى جانب ذلك، لم يُظهر اللاعبون حلولاً فردية قادرة على كسر التكتل الدفاعي التونسي، وهو ما عمّق من مأزق العقم الهجومي طيلة معظم دقائق اللقاء. وقد زاد تأخر الطاقم التقني في التدخل التكتيكي من تعقيد المهمة، إذ لم يأتِ التحول الفعلي في نسق المباراة إلا بعد إجراء تغييرات هجومية متأخرة ساهمت في فك شفرة الدفاع التونسي.
الفوز ثمين لكنه لا يُخفي العيوب
الانتصار على تونس يظل معنويًا ومهمًا في سياق التحضيرات، لكنه لا يجب أن يُخفي العيوب التي ظهرت، خاصة أمام خصم اكتفى بالدفاع. فمع اقتراب مواعيد إفريقيا والعالم، سيحتاج المنتخب المغربي إلى تطوير أدواته الهجومية، وتجنب الوقوع في فخ الرتابة والاعتماد المفرط على الفرديات.
أسود الأطلس سيواصلون التحضير بمواجهة جديدة أمام منتخب البنين يوم الإثنين المقبل، في اختبار آخر للبحث عن توازن أفضل بين الأداء والنتيجة.