
الثورة الرقمية بالمغرب : الحاجة إلى تطوير البنية التحتية لمواجهة تحديات العصر.
الجريدة العربية
أصبحت مشاهدة الفيديوهات عبر الإنترنت ظاهرة واسعة الانتشار بشكل غير مسبوق في جميع أنحاء العالم، مما يمثل ضغطًا هائلًا على سعة النطاق الترددي لمشغلي الاتصالات، بغض النظر عن قوتها التقنية. وكما يتم توسيع الطرق لتلبية تزايد حركة المرور، فإن البنية التحتية الرقمية تحتاج إلى توسعة لتلبية الانفجار الهائل في حركة البيانات في عصر الإنترنت 5.0. يعد هذا التوسيع ضروريًا لتجنب مخاطر الازدحام والتباطؤ في السرعات، وهو ما يؤثر على شبكات ADSL الضيقة وحتى شبكات الألياف البصرية الأوسع.
الجيل الخامس (5G): ثورة تكنولوجية ضرورية
مع تطور الإنترنت 5.0، تبرز أهمية الجيل الخامس (5G) كحل جوهري لتلبية الطلب المتزايد. دعم هذه التكنولوجيا أصبح ضروريًا خاصة مع إطلاق مشروع “Stargate” في الولايات المتحدة، الذي يركز على تطوير الذكاء الاصطناعي. هذا المشروع، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يتضمن استثمارات ضخمة تصل إلى 500 مليار دولار، ما يمثل خطوة ثورية في مجال الإنترنت عالي السرعة.
حتى قبل هذا الإعلان، اتخذت أوروبا قرارًا استباقيًا بالانتقال مباشرة إلى الجيل السادس (6G) لمنافسة الصين في هذا المجال. ومن هنا، يصبح لزامًا على القارة الإفريقية مواكبة هذا التطور لتجنب السقوط في فجوة رقمية جديدة.
المغرب والاستعداد لتكنولوجيا 5G
في المغرب، تؤكد شركات الاتصالات، وعلى رأسها اتصالات المغرب، استعدادها الكامل لتطوير شبكة 5G. باعتبارها المشغل التاريخي، تمتلك الشركة، التي يملك الدولة المغربية 22% من رأسمالها، الإمكانات لتكون محركًا رئيسيًا لنشر التكنولوجيا الجديدة.
تشير التقارير إلى أن “اتصالات المغرب” استثمرت حوالي 45.4 مليار درهم في فروعها الإفريقية بين عامي 2006 و2023، مما يعكس قدرتها على مواجهة تحديات نشر الألياف البصرية. ومن أبرز إنجازاتها الكابل الأرضي العابر لإفريقيا الممتد على طول 5700 كيلومتر، والذي يربط المغرب بدول مثل موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو. بالإضافة إلى ذلك، يربط المغرب إفريقيا الغربية بأوروبا عبر كابل بحري بطول 9400 كيلومتر.
تعزيز التنمية الرقمية والاجتماعية
ساهمت هذه الاستثمارات الضخمة في تحرير الدول الإفريقية التي تعمل فيها “اتصالات المغرب” من مشاكل الاتصال الدولي المشترك، مما مكّنها من الولوج إلى خدمات الإنترنت عالي السرعة في الوقت المناسب. يُعتبر هذا التطور أساسيًا لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العصر الرقمي.
كل هذه المعطيات تؤكد أن المغرب، بقيادة “اتصالات المغرب”، سيكون في طليعة الدول الإفريقية الجاهزة لاستقبال تكنولوجيا 5G، مما يعزز مكانته كمنصة رئيسية لتطوير الاقتصاد الرقمي في القارة الإفريقية.