أعمدة الرأي

زلزال الحوز : يعكس صورة المثل الخالد “القافلة تمشي و الكلاب تنبح” .

تقرير : بوحافة العرابي – يونس الميشاوي

أرادت عديد من القنوات و المنصات الإعلامية الدولية، التشويش على المغرب، من خلال انتقاد عمليات الإنقاذ و البحث عن الناجين جراء زلزال الحوز ، و تشييع جثامين الشهداء ، و تطبيب و إسعاف المصابين ، و عمليات بناء مراكز الاستشفاء و إيواء المنكوبين ، في عملية “الواجب الوطني” التي تقودها السلطات المغربية و الجيش و الحماية المدنية و فرق الإنقاذ المحلية ، بمعية فرق أخرى ، و مساعدات من أربعة دول ( مملكة إسبانيا الشقيقة و دولة قطر و الإمارات العربية و المملكة المتحدة ) في حين تم تجميد طلبات المساعدة لدول أخرى من طرف السلطات المغربية ، لعلة في نفس يعقوب قضاها .

هذا و تحصي البيانات الرسمية عن ما يقرب من 3 آلاف حالة وفاة جراء الزلزال الذي هز مناطق عدة من وسط المملكة ، و بالخصوص إقليم الحوز . وفي هذا السياق قام صاحب الجلالة حفظه الله ، بزيارة الجرحى في المستشفى الجامعي بمراكش، وتبرع بالدم في صورة تعبر عن تضامن جلالته مع إخوته من أبناء شعبه ، كما أن جلالته سهر منذ الدقائق الأولى للزلزال على عقد جلسات عمل مع القيادات الوطنية و المؤسسات التي أسندت لها عمليات التدخل و المساعدة .

بسبب عدم السماح لها صحافة إيطاليا و فرنسا تنتقد بشكل لاذع السلطات المغربية .

(أهل مكة أدرى بشعابها) ، هذا هو ما يمكن أن نقوله لوصف ما قامت به السلطات المغربية “الحكيمة طبعا” ، بعدما رفضت قبول طلب المساعدات من دول على غرار فرنسا . و هي بذلك تحدد خانة (من و من، و الفاهم يفهم) . و في فترة الحداد الوطني ، أثارت مجمل الصحافة الإيطالية و خصوصا الفرنسية سيلا من الانتقادات للتعبير عن تأخير جهود الإغاثة ، في المناطق المتضررة من الزلزال و المناطق الجبلية الوعرة ، وهي مناطق مركز الزلزال حيث تم تسجيل أكثر من نصف ضحايا هاته الكارثة الطبيعية . خطوة الصحافة الأجنبية و خاصة الفرنسية ، لم تكن حبا في سواد العيون ، أو حبا لفعل الخير ، بقدر ما كانت بهدف غرس النظرة الإمبريالية ، و استغلال صورة الكارثة الإنسانية كسيلفي لتزيين المكانة التي فقدتها في إفريقيا .

حساب قناة Tf1 Info الفرنسية نشر وسما على السوشيال ميديا ، كتب فيه بتبجح و تكبر : ( Le Maroc peut-il s’en sortir sans la France ؟ ) ، و معناها : ” هل يستطيع المغرب الاستغناء عن فرنسا ؟” . من أجل هذا تضع فرنسا نفسها كوصي على دولة ذات سيادة ، و هي المملكة المغربية الضاربة في عمق التاريخ ، و وجدت قبل يوجد ” جد أم فرنسا” عينه ، و لمثل هاته الأسباب و غيرها ، فضل المغرب عدم قبول الصدقة المتبوعة بالمن و الأذى من دول على غرار الشيطان الفرنسي ، و هي التي لم توضح رؤيتها الديبلوماسية تجاه بلادنا ، و ظلت قاتمة التوجه ، تأكل مع الذيب و تبكي مع النعجة ، و المملكة الشريفة ما هي بالذيب و لا بالنعجة . و لهذا أصدرت السلطات المغربية أمرها بأننا لا نحتاج من دجالي السياسة و عرَّابي الانقلابات العسكرية لبنهم و عدسهم و فولهم .

أما الصحافة الإيطالية فلست أدري ما الذي أدخل يدها في جحر الأفعى ؟ و ما الدافع من وراء التغريد خارج السرب ، و انتقاد جلالة الملك حفظه الله و نصره ، و هو المسالم الذي يدفع بالتي هي أحسن مع العادي و البادي ، ليس خوفا طبعا ، و لا تملقا ، و إنما لحسن الجوار ، و حفظ العلاقات الطيبة مع دولة صديقة من حجم إيطاليا . الصحافة الإيطالية التي كالت بالمكيالين ، لدس السم في منشوراتها حول زلزال الحوز ، لم توضح الصورة القاتمة فقط عن توجهها ، بل يبدو أنها تخدم أجندة ، من خلفها الغاز و البترول ، الذي في سبيله يمكن أن تتخلى به الأمم عن كرامتها ، و تخدش ماء وجهها ، و هو ما فعلته صحافة هذا البلد التي تكتب من على أرضه هاته السطور باللغة العربية .

فبعدما كشفت السلطات المغربية مجموعة من المتطوعين التابعين للحماية المدنية الإيطالية و بالتالي طردهم من مواقع الزلزال ليس لجنسيتهم طبعا – و مؤكد – و لكن لعدم احترامهم خصوصيات الزمان و المكان ، و عدم الكشف عن هويتهم الحقيقية ، بعدما دخلوا كسياح و ليس كرجال حماية . بعدها تم الإعلان على أن “خبراء وحدة الإغاثة الإيطاليين المتواجدين بالمغرب و التابعين للوقاية المدنية يعلنون عن انسحابهم تجنبا للتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب و إيطاليا ، مؤكدين أن تصرفهم كان بدوافع إنسانية محضة لهذا أعلنوا عن تواجدهم بالمناطق المنكوبة حتى لا يثيروا الشبهات من حولهم و أنهم دخلوا المغرب بصفة شخصية لأنهم لا يمثلون الحكومة الإيطالية” . مضيفين أن تواجدهم بالمغرب يدخل في إطار اختصاصهم بتأطير جمعيات المجتمع المدني في توجيه عمليات المساعدة. وفي ردهم على انتقاد السلطات المغربية لملاحظاتهم كشف الخبراء الإيطاليون أنهم لم يضيفوا شيئا على ما تنقله الصحافة من عين المكان فبالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها السلطات المغربية إلا أنها غير كافية لمواجهة متطلبات المتضررين” .

و كشفت قيادة الإغاثة المدنية الإيطالية أن السلطات المغربية احتجت لديها لعدم التنسيق و اخبارها بتواجد الخبراء الأربعة متهمة إياهم بالتحايل لعدم كشف هويتهم الحقيقية أثناء دخول المغرب بعدما اكتفوا بالتصريح أنهم مجرد سياح .
و حسب موقع “أوبن” الإخباري، فالسلطات المغربية لم ترخص لخبراء الوقاية المدنية الإيطالية بالذهاب إلى المناطق المنكوبة ولا إعداد أي تقارير وفق ما أفاد به هؤلاء الخبراء لوسائل الإعلام .

و حسب ذات المصدر فإن السلطات المغربية، منزعجة من تصريحات الخبراء الأربعة ، فبعد وصولهم الى مركز الزلزال، كشفوا عن استغرابهم لغياب أي نوع من الدعم والإغاثة للمنكوبين بالرغم من مرور أكثر من 60 ساعة من حدوث الزلزال. و هو الأمر الذي يتنافى و يناقض ما صرح به الإعلام الدولي ، بل و يبخس بشكل مقرف حقيقة ما يجري على أرض الواقع .

البيان الصحفي الذي أصدرته قيادة الإغاثة المدنية الإيطالية بخصوص الحادث

عديد من منابر الصحافة الإيطالية و ليس مجملها ، تحامل على الوضع بالمغرب ، و أرادوا شيطنة المؤسسات الوطنية الساهرة بكل إمكانياتها اللوجستية و البشرية من أجل الحد من الأضرار التي تسببت فيها كارثة زلزال الحوز ، و لم تتضامن كما يجب مع محنة الوطن و الشعب المغربي ، و كأن لسان الحال يقول أعزكم الله : “ خليني نعرف أش كليتي نقول ليك أش خريتي ” .

و لهذا و حتى لا ندير بخصرنا للقوات المسلحة الملكية ، و الجيش المغربي و رجال الحماية المدنية و مؤسسة الأمن الوطني , و مؤسسات الخدمات الطبية و الاستشفائية و المتطوعين و الشعب المغربي قاطبة من طنجة إلى الكويرة ، فإننا في محنة الوطن هاته ، علينا أن نعرف أنه “ما يحك ليك من غير ضفرك” ، و أنه على ابن أوى أن يعرف أن شهداء زلزال الحوز ليسوا جيفا و ليسوا مناظر لصور السيلفي .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة مواد و مقالات الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....