فضيحة عنصرية تهز أجواء دوري الأبطال: حكيمي وباريس سان جيرمان يستعدان لمقاضاة جماهير أرسنال

الجريدة العربية – الرباط

أثار مقطع فيديو صادم، التقطته بعثة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، موجة غضب عارمة بعد أن وثّق تصرفات عنصرية من جماهير أرسنال الإنجليزي، خلال مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، التي جمعت الفريقين على ملعب الإمارات بلندن.

ويُظهر الفيديو مجموعة من جماهير أرسنال وهي تقلّد أصوات وحركات القرود أثناء مرور لاعبي باريس سان جيرمان، في تصرف استهدف بوضوح اللاعبين ذوي البشرة السوداء، من بينهم النجم الغاني توماس بارتي، واللاعب المغربي الدولي أشرف حكيمي، الذي يلعب ضمن صفوف النادي الباريسي.

رد قوي من باريس سان جيرمان وسوس راسيزم

النادي الفرنسي لم يلتزم الصمت إزاء هذه الحادثة، بل أعلن نيته تقديم شكوى رسمية ضد هؤلاء المشجعين بالتعاون مع منظمة “سوس راسيزم” الفرنسية، وهي منظمة تُعنى بمناهضة العنصرية وتعمل مع باريس سان جيرمان منذ 15 عامًا.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد هيرمان إيبونغو، الأمين العام للمنظمة، أن “النادي لن يترك هذا التصرف يمرّ دون محاسبة”، مضيفًا: “سنتواصل مع السلطات البريطانية وإدارة أرسنال لتحديد هوية المتورطين، وسنتخذ إجراءات قانونية صارمة”.

واقعة ليست الأولى

هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان واقعة مماثلة حدثت الموسم الماضي، حين تعرض مشجعو باريس سان جيرمان لإهانات عنصرية من جماهير برشلونة خلال مباراة ربع النهائي، شملت تحيات نازية وتقليد أصوات القرود. حينها، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) غرامة قدرها 25 ألف يورو على النادي الكتالوني.

دعوات متزايدة لردع الظاهرة

الواقعة أثارت استنكارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط الرياضية، وسط دعوات متزايدة لتشديد العقوبات على الأندية التي يفشل جمهورها في احترام القيم الرياضية والإنسانية.

ويأتي تحرّك باريس سان جيرمان بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني كمؤشر على أن زمن التساهل مع العنصرية في الملاعب الأوروبية قد يكون قد ولّى، وأن الأندية الكبرى بدأت في اتخاذ مواقف أكثر صرامة لحماية لاعبيها وكرامة اللعبة.

فهل يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة لما حدث مع برشلونة؟ وهل تتحمل إدارة أرسنال مسؤوليتها تجاه سلوك جماهيرها؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.