الجريدة العربية
تقود السلطات في الجزائر، حامية جبهة البوليزاريو، حملة هوجاء على العديد من المكتبات لإزالة خرائط العالم التي تظهر فيها خريطة أراضي المملكة المغربية كاملة من دون تجزئة .
وفي موقف مثير للسخرية و الضحك ، تقوم مفتشية التجارة في ولاية باتنة الجزائرية بمداهمة العديد من المكتبات لمصادرة المجسمات المعروضة للبيع والتي حسب رأيها ، “لا تتوافق مع معايير الأمم المتحدة لأنها تقدم الصحراء كمنطقة مغربية” . وفي مقطع فيديو نشرته صحيفة الأصيل الجزائرية على صفحتها بموقع فيسبوك ، يمكن رؤية رئيس دائرة التفتيش ، سليم سكاك، وهو يقارن خريطة العالم ( بالأبيض و الأسود ) التي يدعي أنها معتمدة من قبل الأمم المتحدة وأخرى معروضة للبيع في محل بيع الكتب ، لإعلام التاجر بأن سلعته غير مطابقة لمعايير الأمم المتحدة .
ودعما لحجته، زعم المسؤول أن القارة الإفريقية في خريطة المجسمات المصادرة ، لا “تفي” بمعايير الخريطة المثالية وأن “الخطأ” يكمن في غياب منطقة الصحراء التي تدعي الجزائر أنها محتلة . وشدد المسؤول الجزائري أيضا على أن المغرب يظهر في الخريطة – التي صممت و طبعت في الصين و تباع في كل الجزائر و الدول العربية طبعا – كبلد واحد معارض للخريطة السياسية للأمم المتحدة . وقال سليم السكاك للتاجر : “بالنسبة لنا، هذا أمر ثابت ومعتمد في جميع أنحاء العالم ، والمصدر هو هيئة الأمم المتحدة ، الجزائر لم ترسم هذه الخريطة، بل هي خريطة معتمدة من الأمم المتحدة” .
وفي خضم كلامه ، انتقد سليم السكاك أيضًا جودة المادة التي لم تكن أصلية – م كأنه يريد أن يقول أن رداءة الصنع تدل على تزوير بالخريط – . وصادرت عناصر التفتيش ، كل العينات التي قامت بفحصها والتي تحتوي على خطأ – حسب زعمهم – قبل أن يقرر اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها ، متناسيا أن وزارته و دولته هم المسؤولين عن إدخال تلك المجسمات إلى الجزائر ، و بالتالي توزيعها علة محلات التقسيط .
وبهذا الفعل و التصرف المضحك ، تضرب دولة الجزائر موعدا أخر مع الحلقات المضحكة و السيناريوهات الرديئة التي تثير السخرية و الضحك ، و كثرا من الغباء . و بالعودة إلى الفيديو سنلاحظ أن بعض أصحاب المحلات لا يعيرون اهتماما لمسرحية مسؤول التفتيش ، بل منهم من أبدى استغرابه بالقول : و الله ما فهمت والو .
و نقول بدورنا : و الله تا حنا ما فهمنا مع جار السوء والو .