
لا أحد انتصر في حرب غزة
الجريدة العربية -لحسن كوجلي
تزامنا مع وضع الحرب أوزارها في قطاع غزة والأراضي المحتلة، خرجت أصوات من داخل القطاع، ومن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ينسبون الفوز إلى حركة حماس و فصائل المقاومة، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل النصر لصالحها.
و بحسب النتائج التي صنعتها آليات الحرب هنالك منذ السابع من اكتوبر 2023, أرى أنه لا يليق بأحد بأن يتغنى بالنصر، فلا حماس انتصرت ولا إسرائيل فازت.
الحرب معروفة كونها ظاهرة عنف بين الجماعات، تؤدي آثارها إلى زيادة الحقد و الكراهية بين الناس, و هي قوة اندفاعية غير متحكم فيها عند فقدان السيطرة ، و تتجاوز نتائجها أحيانا الخطوط المرسومة في إطار الاتفاقات الدولية كما هو الحال في حرب غزة، حيث عملت إسرائيل بنية سحق القطاع في أقل زمن ممكن من أجل القضاء على آثار المقاومة، ليظهر بعد صروف الأيام تدمير غزة من دون تحقيق الهدف المنشود.
غزة، طبعا خسرت الحرب، و أظنها نادمة على إقدامها تنفيذ خطة 7 اكتوبر. فلا هي بعد ذلك، حسمت الأمر، و لا هي حفظت على حياة قيادييها، و حياة العشرات الالاف من رأسمالها البشري، و البنيات التحية و الفوقية، و لا هي احتفظت بقوتها و هيبتها و نظامها و حكمها و علاقاتها مع الخارج. حماس بعد الحرب، خسرت كل شيء على أرض الواقع.
إسرائيل، هي كذلك فقدت الكثير، و إن كان عدد خسائرها أقل من خسائر غزة، إلا أنها خسرت من دون شك، إقتصاديا، و خسرت الثقة في النفس، و فقدت الشعور بالأمن و الأمان، و ضاع منها من تبقى من الشرف والأخلاق ، بالإضافة إلى ما ضاع منها من أرواح و ما تولد من أمراض نفسية وشعور بالألم.
إن الذين يرقصون على نشوة النصر بعد كل حرب، إنما هم يوسعون على ضيقهم فقط، و الحرب قتال وهَمٌ وأهوال و أثقال و موت وهلاك، و متى كان ذلك فوزا يستحق الرقص و تنظيم الحفلات؟