عملة مشفرة : والي بنك المغرب يدعو إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي .

الجريدة العربية – سفيان غلاف

بينما ينحت المغرب مسلكه عبر ثورة رقمية عالمية ، يدعو بنك المغرب إلى رؤية استراتيجية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والعملات الإلكترونية، مع مواجهة التحديات الجيوسياسية والبيئية الحالية.

وأبرز التقرير السنوي لبنك المغرب، الذي قدمه الوالي عبد اللطيف الجواهري إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية استغلال الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. وأشار السيد الجواهري إلى أن البيئة الخارجية للمغرب شهدت تحولا كبيرا في السنوات الأخيرة.

ورغم أن تداعيات الثورة الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، لا تزال غير مؤكدة، فقد سلط الضوء على “غياب” رؤية واضحة فيما يتعلق بالسياسة العامة . وتظل هذه السياسة خاضعة إلى حد كبير لسيطرة كبار اللاعبين في القطاع الخاص، مع التركيز على الربح، وهو ما يخلف انعكاسات ملحوظة على تشغيل العمالة . لكن بنك المغرب لفت الانتباه إلى الفرص التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجال الاقتصادي.

وكشف والي بنك المغرب تحذيرا بشأن أهمية اغتنام الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي عن فهم حاد للقضايا المعاصرة . وفي معرض تسليط الضوء على غياب رؤية واضحة للسياسة العمومية في هذا المجال، دعا الجواهري إلى تدخل أكثر تماسكا واستراتيجيا لمنع هيمنة المصالح الخاصة على التطورات التكنولوجية ، على حساب الصالح العام .

وبالإضافة إلى ذلك، فإن صعود العملات الإلكترونية عالمياً دفع البنك المركزي إلى استكشاف هذا الخيار، من أجل تقديم معاملات مالية أسرع وأرخص مقارنة بالعملات التقليدية . وأوضح الوالي أن بنك المغرب يعمل مع صندوق النقد الدولي على دراسة إمكانية اعتماد الدرهم الإلكتروني، والنظر في المسائل القانونية والتنظيمية المتعلقة بالوظائف الأساسية للبنك المركزي والسياسة النقدية.

علاوة على ذلك، فإن التفكير في العملات الإلكترونية واستكشاف مشروع الدرهم الإلكتروني يبرهن على التزام بنك المغرب بتحديث النظام المالي المغربي.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أدت الصدمات والتوترات الجيوسياسية المختلفة إلى التشكيك في القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية والنظام الاقتصادي العالمي. إذ كان لذلك أثر في إضعاف النمو والتجارة والاستثمار عبر الحدود، كما أشار السيد الجواهري إلى أنه على الرغم من الاجتماعات والالتزامات التي تم التعهد بها، إلا أن القليل منها يتحقق بالفعل، وكثيرًا ما يتم تبرير بعض النكسات بظروف استثنائية.

وأخيرا، وفي إطار دراسة الوضع الاقتصادي والنقدي والمالي لسنة 2023، أكد السيد الجواهري أن تغير المناخ أصبح الآن واقعا ملموسا. وهناك إجماع على ضرورة مواصلة الجهود لمكافحة هذه الظاهرة، وبنك المغرب ملتزم باتباع المسار الذي رسمه في هذا المجال.