علاج جديد لسرطان البروستاتا عن طريق الخزعة المستهدفة.
الجريدة العربية – إدريس زياد
في ضيافة “الدكتور محمد أمين بن أحميدون”، أخصائي الأورام السرطانية، يقدم “الأستاذ إدريس زياد” حوارًا غنيًا بأسئلته العميقة، يتناول فيه خفايا العالم المقلق لسرطان البروستاتا. حيث يركز في نقاشه على التحديات المرتبطة بالتشخيص المبكر لهذا المرض الخطير، كما يسلط الضوء على التجربة المبتكرة للعلاج باستخدام تقنية الخزعة المستهدفة.
في مواجهة الأرقام المخيفة حول انتشار سرطان البروستاتا وضعف التشخيص المبكر في المغرب، تتولى الخزعة المستهدفة مكانها تدريجياً كحل مثالي، مع إدخال نظام جديد مبتكر، يفتح الطريق لتعميم ضروري من أجل تحسين استهداف مكافحة هذه المرض.
يعتبر سرطان البروستاتا اليوم تحدياً حقيقياً للصحة العامة، حيث يصيب حوالي 5000 رجل سنوياً ويتسبب في وفاة 2000 شخص في المغرب، فبعد نجاح الجراحة الروبوتية عن بُعد، حيث أصبحت الخزعة المستهدفة هي الحل البديل، والتي سمحت بمعالجة سرطان البروستاتا في الدار البيضاء، ومع ذلك يصر الأطباء والأخصيائيون على أن التشخيص المبكر هو المفتاح لتحسين فرص الشفاء.
على المستوى العالمي، تركز استراتيجيات مكافحة هذا المرض بشكل أساسي على التوعية، التشخيص المبكر، والتقدم التكنولوجي في مجال التشخيص. ومع ذلك في المغرب، ما زالت العديد من التحديات قائمة، بما في ذلك الوصول المحدود إلى التكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى نقص الوعي الكافي. على عكس البرامج المعتمدة بشكل جيد لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، لا يزال سرطان البروستاتا يفتقر إلى استراتيجية وطنية منظمة، كما يشير إلى ذلك الأخصائي في تشخيص أمراض السرطان الدكتور محمد أمين بنحميدون. بالإضافة إلى ذلك، يعيق غياب التنسيق بين مختلف الأطراف في النظام الصحي تقديم رعاية صحية مثلى للمرضى.
ومع ذلك، فإن إدخال أدوات تشخيص مبتكرة مثل أنظمة الخزعة عبر دمج الصور، مثل “Koelis”، يقدم آفاقًا حقيقية لتشخيص مبكر ودقيق. ورغم أن هذه التقنية تبدو واعدة، إلا أن تبنيها على نطاق واسع ما زال يمثل تحديًا تنظيميًا واتخاذيًا كبيرًا. في هذا السياق، يدعو الدكتور بنحميدون إلى دمج هذه التقنية في التصنيف الطبي الجديد للأعمال الطبية وتوفير التغطية المالية لها، خاصة في ظل إصلاح النظام الصحي الجاري والمشروع الكبير الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس من أجل تعميم التغطية الاجتماعية.
لا شك وفقًا للأخصائي في الأورام الدكتور محمد أمين بنحميدون أن هذه التقنيات تتيح إجراء خزعات دقيقة للغاية مع معدل اكتشاف سرطان البروستاتا يفوق 90%، مقارنة بـ 30 إلى 60% فقط للطُرق التقليدية المتبعة في المغرب. وبفضل هذه النتائج، أصبحت “Koelis” الآن مرجعًا عالميًا في مجال الخزعات المستهدفة.
ولحسن الحظ، أصبح لدى المغرب الآن جهازان من هذا النوع: الأول في مستشفى محمد الخامس العسكري في الرباط، والثاني الذي بدأ تشغيله مؤخرًا في عيادة منارة المتخصصة في مراكش.
يؤكد الدكتور محمد أمين بن أحميدون في هذا السياق على ضرورة التوقف عن إجراء الخزعات العمياء. “من الناحية الأخلاقية، أصبح من الضروري إجراء خزعات مستهدفة لتأكيد تشخيص دقيق”، كما يوضح، ويضيف أن هذا الجهاز هو الأول من نوعه المتوفر في القطاع الصحي المدني المغربي، سواء في القطاع العام أو الخاص، ومن المتوقع أن يتم تزويد العديد من المراكز قريبًا بهذه التكنولوجيا، مما يمهد الطريق لاعتمادها بشكل أوسع على مستوى الوطن.
تتوافق هذه التقنية الجديدة مع الرغبة في تحسين صحة الرجال في المغرب، لكن هناك العديد من التحديات التي ما زالت قائمة. لذا، يعتبر من الضروري، وفقًا له، تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسهيل الحصول على هذه الأجهزة، خاصة بالنسبة للمؤسسات ذات الموارد المالية المحدودة. علاوة على ذلك، فإن تدريب المهنيين الصحيين على استخدام هذه التقنيات أمر أساسي: كما يوضح الأخصائي في الأورام، يمكن لأي طبيب مسالك بولية إتقان هذا النظام بعد إجراء تدخلين أو ثلاثة فقط. وأخيرًا، يدعو إلى حملات توعية لتشجيع المواطنين على الخضوع للتشخيص المبكر وطلب التشخيص الدقيق، من أجل تحسين فرص الشفاء للمرضى.
يقول الدكتور محمد أمين بنحميدون: “مكافحة سرطان البروستاتا في المغرب تتطلب استراتيجية متكاملة”
يبدأ فحص سرطان البروستاتا، وهو أمر بسيط ومتاح، عادة عبر قياس مستوى PSA (فحص الدم). يبدأ عند سن الـ50 للرجال ذوي المخاطر المتوسطة، وعند سن الـ45 لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي أو ينتمون إلى مجموعات معرضة للخطر، وعند سن الـ40 لأولئك الذين لديهم خطر عائلي مرتفع. للوقاية من سرطان البروستاتا، يُنصح بالحفاظ على وزن صحي مع تغذية متوازنة غنية بالفواكه والخضروات والألياف، وتقليل الدهون الحيوانية. كما أن ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب التدخين، والاعتدال في استهلاك الكحول، والمتابعة الطبية الدورية، خاصة في وجود عوامل الخطر، أساسية أيضًا للحد من المخاطر.
يقول الدكتور بنحميدون بأن نظام “Koelis” يمتاز بالعديد من المزايا الكبيرة في تشخيص سرطان البروستاتا الجهاز المبتكر المخصص للخزعات المستهدفة لسرطان البروستاتا، والذي سيتم إطلاقه لأول مرة في المغرب. مقارنة بالطرق التقليدية المعمول بها حاليًا، بفضل دقته المتزايدة، يدمج بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية لاستهداف المناطق المشتبه بها بدقة. وهو أقل تدخلاً، مما يقلل من عدد العينات غير الضرورية ويحد من الأخطاء، وخاصة مخاطر النتائج السلبية الكاذبة. كما يعزز من فعالية التشخيص من خلال تسهيل اكتشاف الأشكال العدوانية في مراحل مبكرة، مما يساعد على الوقاية من العلاج غير الكافي. مقارنة بالخزعات التقليدية العمياء، فإنه يقدم رعاية أكثر تخصيصًا ونتائج أكثر موثوقية.
يضيف الدكتور محمد أمين بنحميدون أنه من المهم إطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام والمساجد، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتنظيم أيام فحص مجانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إشراك السلطات المحلية سيساعد في الوصول بشكل أفضل إلى السكان في المناطق النائية. لتشجيع المواطنين على الإنخراط في مكافحة سرطان البروستاتا في المغرب التي تتطلب نهجًا متكاملًا يجمع بين التقنيات والسياسات العامة والتوعية.