ثقافة و فن

ظاهرة : العنف السياسي بين الدوافع و المقاصد .

الأستاذ عزيز صابير .

إن ظواهر العنف في العلاقات البشرية متعددة , لم يخل منها مجتمع سواء على المستوى الفردي أو الجماعي . أكان من أجل دوافع شخصية , ثأر أو انتقام أو رغبة في إشباع غريزة كسب أو جنس بطريق غير مشروع . و قد تكون بدوافع جماعية سياسية أو دينية أو اقتصادية . و كبحا لدوافع التدميرية أقامت البشرية جهاز الدولة لدفع الناس بعضهم البعض .

هناك العنف السياسي الذي يعرف بالأعمال و الممارسات الموجهة من قبل الدولة , أو المنظمات السياسية ضد الأفراد الذين يعتبرون مواطنين . هنا نتحدث عن العنف المعنوي , الذي يوجه من طرف الحكومات التي يتزعمها قادة ساديون , بهم مرض سلطوي تكلس نتيجة تراكمات تاريخية . على سبيل المثال لا الحصر ( #_نعاود _ليكم_ التربية ) و أيضا ( # _القافلة _ تسير والكلاب _تنبح ) . هذا عنف ناتج عن قلة الوعي بالذات , هو جهل سياسي في ظل تقصير في المسؤولية المدنية من القضاء , في حق المواطنين العزل المسالمين , همهم الوحيد هو صحة جيدة و تعليم جيد , و معيشة تناسب الدخل الفردي . هذا العنف يمكن أن يسبب احتقانا نفسيا لدى الأفراد , مما ينتج عنه رد فعل سلبي تجاه مصدر العنف .

( #_مرسل#_ رسالة #_ مرسل إليه ) هذه الصيغة الثلاثية , تستوجب الرد على الرسالة . بأن الخطاب السياسي لابد أن يستحضر الأخلاق و اللباقة في توجيه الرسالة , مع العلم أن السياسي قاعدته وخطابه مبني على الخداع و المكر و الكذب , و تلاعب في فن الكلام . يقول المثل الشعبي المغربي : ( #_اللغط لحنين ولحم الكدري ) .

لقد كثر الحديث هذه الأيام في الصحف و المحافل الدولية , عن بدء شرارة الحرب بين روسيا و أوكرانيا . رغم أن هذين البلدين كانا في كفة واحدة , أو بصورة أدق ” لمة واحدة ” جمعهم سابقا كيان الاتحاد السوفياتي . هنا نطرح التساؤل و نقول : ” كيف تحقق العنف بين البلدين رغم أن الروابط التاريخية والعرقية ما زالت حاضرة حتى الآن “ ؟

لقد أصبح العالم يتداول بين ألسنة المواطنين , وجود حرب ثالثة على مشارف الأبواب . ومرد هذا الطرح السائد , هو انعكاس سلبي للحالة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية الآنية . لكن ما يطغى عليها هو ” الميسم الاقتصادي ” , حرب الماء , حرب الغاز . حتى صار الكل يعتقد بالقوة الخفية الناعمة ” أمريكا ” هي من تسبب في نشوب هذه الصراعات السياسية بين الدولتين . و لعل المثل الشعبي المغربي حاضر بكل تجلياته هنا , فأمريكا “ أرادت أن تأكل الثوم بفم أوكرانيا ” التي أسقطها ” غرارين عيشة ” في مستنقع حرب مع الدب الروسي الذي لا يرحم و لا يدر .

يعتبر ” كلوز فيتش ” كمحارب و خبير في الحرب , و صاحب كتاب قيم يناقش الحرب , ما فتئ يضل شاهدا على العلاقة المتلازمة بين السياسة و الحرب . و بالتالي العنف في الممارسة السياسية , باعتبار الحرب فعل عنيف , تستعمل فيه القوة بمختلف أشكالها , و بدون حدود . ينطلق ” كلوز فيتش ” من تجسيد الصورة بدقة ممثلة في ” أن الحرب ماهي إلا معركة بين فردين , توسعت في شكل عدد من المعارك . إنها فعل من أفعال القوة تسعى إلى إرغام الخصم , و إخضاعه , وهنا تجند الدولة كل إمكانيتها من أجل الغاية . لكن الشعوب المتحضرة و حالتها الاجتماعية و علاقتها الدولية , تعدل و تخفف من حدة الحرب , و تجعلها أقل عنفا . وذلك لا يغير من طبيعة الحرب مفعل عنف

لكن السؤال المطروح كيف نصف الدول المتحضرة ؟

من ينتج الحرب هل دول العالم الثالث أم الدولة المتحضرة ؟

هل الغرب ينتج القيم أو يستهلك زبدة القيم ؟

* الأستاذ عزيز صابير كاتب و شاعر و زجال مغربي , يشغل منصب موظف بالمندوبية العامة لإدارة السجون . حاصل على الإجازة في شعبة الجغرافيا من كلية الآداب و العلوم الإنسانية , جامعة القاضي عياض .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....