عالم المهجر

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل الهجرة غير الشرعية .

فريد أشقدي .

فريد أشقدي – الجريدة العربية

أصبحت و سائل التواصل الاجتماعي من بين السبل التي تساهم في زيادة معدلات الهجرة خاصة غير الشرعية ، بحيث صار نشر المعلومات صحيحة كانت أم مغلوطة سهلا جدا , و في مساحة غير محدودة و بلغات مختلفة تزكيها الصور الثابتة , كقنطرة افتراضية تسافر بك حيثما أردت و أنت قابع في مكانك .

و أصبح تلقي و تناقل المواد ” المسجلة ” سهلا و سريعًا و بتكلفة محدودة للغاية . على سبيل المثال , هناك بعض القنوات في اليوتيوب تقدم “خدمات” للمهاجرين و تحرضهم على الهجرة . بحيث تنشر طرق عبور الحدود البرية و البحرية لبعض الدول بطريقة غير شرعية . اذ الهدف بالنسبة لأصحاب هذه القنوات هو زيادات عدد المشاهدات و عدد المتابعين , و لا تهمهم خطورة المعلومات التي ينشرونها . كما نجد أيضا صفحات في الفيس بوك تنشر كيفية شراء عقود العمل . إذ أن اغلب من يتبعون هذا الاختيار يتعرضون للنصب . بمن في ذلك بعض المهاجرين المقيمين في دول أوروبية , و الذي يحلو لهم خداع أصدقائهم الذين يعيشون في دول فقيرة .

إذ ينشر هؤلاء المهاجرون المقيمون في صفحاتهم – في الفيس بوك ( على سبيل المثال لا الحصر ) – صورهم , و هم يزورن أماكن راقية و جميلة . و هناك منهم من ينشر أيضا صور الأموال و السيارات , حيث يجعلون أقاربهم و أصدقائهم يعتقدون أن المهاجر يجد الحياة المثالية في المهجر , و ينعم ببحوحة العيش و رغده . لكن في الحقيقة تلك الصور مجرد ” بيع للوهم ” ، فأغلب هؤلاء المهاجرين يعيشون في قرى مهجورة , أو في منازل قديمة لا تصلح للسكن . و يمارسون أعمالا و أنشطة غالبا ما تكون جد شاقة , كهؤلاء الذين يشتغلون بالقطاع الفلاحي ، و يتعرضون للاستغلال , و تكون أجسادهم ” حقلا خصبا ” لأمراض خطيرة بسبب بعض الادوية الفلاحية . كما يعيشون لسنوات عديدة و هم ينتظرون رخص الإقامة , و ما صورهم و ما ينشرون إلا ” ميكانيزمات تعويض ” تغطي وضعيتهم و تعكس ما تتلهف إليه أهوائهم … ليس كل ما تراه في وسائل التواصل الاجتماعي صحيح ، فليس كل ما يلمع ذهبا ….

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....