حرب الخرائط : الصحراء المغربية ودموع من لا حظ له .
حدث أمر غريب ليلة البارحة و أنا أتفحص مقالا نشر بجريدتنا ” إيطاليا تليغراف “ . كتبه صديقي و زميلي في الشغل ” الدكتور يونس المشاوي ” يتناول فيه ” خسارة الجزائر أمام المملكة المغربية ” في حرب الخرائط . بعد البيان التاريخي الذي عممته جامعة الدول العربية بخصوص اعتماد خريطة المملكة المغربية بصورة كاملة في جميع أنشطة المنظمات التابعة للجامعة .
الأمر الذي قض مضجعي , هي مجموعة تساؤلات حيرتني منذ مدة , و لم أجد لها إجابة , فركنتها طي النسيان . لكن البارحة ” خربش ” مقال ” حرب الخرائط ” في ذاكرتي , مما جعلني أعيد ذات التساؤلات و أطرحها مرة أخرى . كيف ستتعامل الجزائر مع القمة العربية التي ستنظم على أرضها في شهر مارس المقبل ؟ هل ستنشر خريطة الدول العربية المعتمدة من لدن ” جامعة الدول العربية ” وعليها ” مغربنا كاملا مكمولا ” ؟ هل ستخضع الشقيقة الجزائر لمنطق الصواب , و تنشر الخريطة كاملة في براح ” مركز الجزائر الدولي للمؤتمرات ” ؟ أم انها ستستغل القمة لتنفث سمومها , كما دأبت في كل آن و حين ؟ هل سيمنح ” العسكر ” لنفسه فرصة التمعن في خريطة ” المخزن ” المعتمدة دوليا و عربيا , و هي تزين أركان قاعة المؤتمرات ؟
- الخريطة الرسمية المعتمدة من لدن ” جامعة الدول العربية ” تضم 22 دولة عربية .
المصدر : موقع جامعة الدول العربية .
لا أظن أن الجزائر قادرة على امتصاص حنقها , و تصريفه في كرم الضيافة . و لا أظنها قادرة على رسم خريطة بمحض إراداتها , حيث ” تخربش ” كيانات متطفلة , و تضعها جنبا لجنب حيث موطن الأسياد . لا أعتقد أن ” شنقريحة ” سيأتي بلباسه العسكري و دبابته الروسية الصنع , ليصوبها تجاه أمين الجامعة العربية السيد ” أبو الغيط ” لأنه أحرجه في عقر ” جزائره ”
العسكر ” بحث عن حتفه بظلفه ” , كما يقول المثل العربي . فالقمة ستزكي مغربية الصحراء في قلب العاصمة الجزائرية . فبعد الإعلان التاريخي ” لمجلس التعاون لدول الخليج ” بمغربية الصحراء . و المساندة اللامشروطة للدول العربية لملف الصحراء المغربية . لا أظن أن العسكر سيبقى له شماعة يعلق عليها أوهامه . فالحديث الذي من أجله تريد الجزائر عقد هاته القمة , تحفظه كل الكائنات التي تدب فوق الأرض , و تجشأه الأحياء و الأموات . لدى لن يكون أمامها إلا خيار من اثنين : الدفاع عن كيان إرهابي و بالتالي سيحكم عليها بالخروج عن النص , لتكون أمام حتمية تاريخية وهي السقوط في شباك الحقد و البؤس التي حاكتها أيدي الجنرالات . أو الامتثال للحكمة و العقل و تعالج هموم الأمة العربية , بدون فلسفة . و حين تنتهي القمة ” تكفكف دمع ” الحكرة بشرويطة ” البوليزاريو ؟
القمة العربية بالعاصمة الجزائرية في شهر مارس , يأمل من خلالها ممثلو الدول الأعضاء أن يلتئم الجرح العربي , و تتوحد الأمة . فالملفات الثقيلة الموضوعة على مكتب أمين جامعة الدول العربية المصري ” أحمد أبو الغيط ” كثيرة جدا . أهمها ملف اليمن و ليبيا و السودان . و ملفات الوباء الذي ضرب جل دول العالم و شل الاقتصادات و اغلق الحدود .و لن يكون أمام القادة العرب الوقت ” لمشمشة عظم ” تستاك به الجزائر صباح مساء , و صرفت عليه أموال الغاز التي وجب أن تصرف على أهل الدار .
” مكره أخاك لا بطل ” مثل أخر قد ينطبق على نظام ” الكبرنات ” . الذي سيجد نفسه راكعا أمام الإرادة العربية , التي لا تقبل أن يدس نظام الجزائر من خلالها مشروعه من أجل تقسيم المملكة المغربية . و تنبثق له مياه المحيط الأطلسي ليشبع سمكا . فمفاهيم ( الوصاية و الحماية ) التي تفرضها الجزائر ” فعليا ” على أكبر سجن مفتوح بالعالم ( تندوف ) , قد انتهت مع الاستعمار الفرنسي . و على العسكر رفع راية السلم و السلام , و يستمتعوا بعودة ( سفاحي ) سوريا لرحاب الأمة العربية من خلال القمة العربية ( هذا إذا سمح لهم بالعودة ) . أو يتلذذوا بخطبة ” ركيكة ” يلقيها ممثلوهم لتدغدغ مشاعر الفلسطينيين , و لا تتجاوز كلماتها الحناجر . فالجزائر ما انفكت تلعب دور الوصي الشرعي على أرض المقدس .” شفويا ” طبعا . و أصبحت ( في عالم الافتراض ) حج المظلوم و قبلة المهموم و بلد من لا بلد له .
يا نظام الجزائر : إذا لم تستح فافعل ما شئت …………. يتبع