الهجرة : إيطاليا تفشل في استراتيجية الطوارئ التي أحدثتها جورجيا ميلوني .

الجريدة العربية

كان من المفترض أن يصبح ملف الهجرة رافعة في الدفاع عن المصالح الإيطالية في أوروبا . لكن طموحات رئيسة المجلس الإيطالي وحكومتها تصطدم بجدار الواقع إلى الأبد , فجورجيا ميلوني التي أسست حملتها الانتخابية على “ظهر المهاجرين” و التي وضعت استراتيجية الطوارئ , كخطة للحد من الهجرة غير الشرعية نحو القارة العجوز , تجد نفسها تمخر عباب بحر الهجرة وحدها في باحة الإتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى إيجاد حلول و بدائل و ليس إلى شد الخناق .

عند توليها المنصب في خريف عام 2022 ، وعدت رئيسة المجلس الإيطالي ، جورجيا ميلوني ، بحل قضية الهجرة التي كانت في صميم رسالتها و أهدافها السابقة لما كانت في المعارضة . عند وصولها إلى السلطة على رأس تحالف تم تشكيله مع ( لاليغا ) التي يتزعمها ماتيو سالفيني ، وكانت على استعداد دائمًا للمزايدة على هذا الموضوع . و كانت قد رفضت أهداف سياستها المتعلقة بالهجرة في نهاية خطابها الافتتاحي في 25 أكتوبر 2022 . كان ذلك حينها مسألة تنفيذ حصار بحري من المفترض أن يعيق عمليات الإنزال غير القانوني وبناء “نقاط استقبال” جديدة (مراكز لتسجيل المهاجرين وتحديد هويتهم) في الأراضي الأفريقية . حيث كان الهدف من ذلك هو معالجة طلبات اللجوء قبل تنظيم توزيع المستفيدين من هذا الحق بين دول الاتحاد الأوروبي .

بعد ستة أشهر منذ لك المقترح ، تصطدم الطموحات المعلنة لحكومة السيدة ميلوني بجدار الواقع إلى الأبد . حيث كانت فرضية الحصار البحري ، المستحيلة التحقيق ، أول عنصر يختفي من خطة السيدة الأولى في إيطاليا ، فيما تراجعت شعبية إحداث مشاريع ” نقاط الاستقبال” . و هكذا تم فتح طريق هجرة سري جديد من شرق ليبيا هذا الشتاء . إذ تضاعف عدد المغادرين من تونس و خاصة من صفاقس , و عادت السواحل الإيطالية إلى لتستيقظ على رعب حطام السفن ، كتلك التي ذاع خبره في الإعلام الدولي , حيث خلفت مقتل أكثر من 90 شخصًا قبالة ساحل كالابريا في 26 فبراير .