الإنتصار الإفتراضي لدون كيشوت …
بقلم الاستاذ إدريس زياد
عندما يتم التضييق على المواطن في كرامته على أنه قطيع يُساق بترغيب أو ترهيب مع تبرير للترغيب والترهيب والتفرد بتمثيلية واهية وبحجج كاذبة، فاعلموا أن النهاية حتماً ستكون الخراب والدمار، نكتة الإنتخابات نقطة سوداء في المشهد العام، ليس من السهل محوها، ويبدو أنها لن تمر بسلاسة، فالناس ليس من السهل خداعها، أو الضحك عليها، وهي تثبت مرة أخرى أن لا ضمانات في السياسة، ولا ثقة في الأحزاب، إنما هي مصالح قد تتوافق أو تتناقض، فكل طرف يحاول الحصول على أكبر قدر من المزايا لتسويق بضاعته الفاسدة للذين تأخذهم المشاعر فقط ولا يعلمون في السياسة إلا القشور…
قد تخدع الأطراف المتناحرة بعضها البعض، وقد يفوز طرف ويخسر آخر في تنافس اللاغالب واللامغلوب، هي بعض من قواعد اللعبة، قد يفرضها لاعب أو مجموعة لاعبين على طرف أو أطراف، لا يعترف أي طرف بالخسارة ولن يعترف حتى تربح بعض الأطراف جزءاً مهماً من معركة الإنتخابات قبل خوضها في العديد من الأحداث والمحطات والمواقف في أماكن وأزمنة مختلفة، هذا الفعل جعل أطرافاً أخرى تحسب حساباتها وتتحسس أوضاعها وتجمع وتطرح وتضرب وتقسم وتستمع لنصائح وتوجيهات وتحذيرات من لاعبين مهمين وذوي وزن بالغ في الميدان السياسي…
أن تربح المعركة قبل خوضها، يعتبره الكثيرون انتصاراً وهمياً، وأن يخشى الآخر دخول حلبة المواجهة مستنداً إلى معلومات وحقائق أو متوهماً أو يدس له البعض ملعقة من دسائس، دون فعل صاخب مضاد بل هو ربما أقوى من الفعل، في حين تلعب أطراف داخلية معينة لها مصالح في ذلك لعبة خلع_القلوب التي في الصدور حفاظاً على مواضع أقدامها.
أغلب التجمعات الحزبية اليوم لا تعترف إلا بذواتها، ولا ترى في الساحة غيرها، ولا تؤمن سوى بأفكارها، ومستعدة للمغامرة إذا ما كانت رياح التغيير أقوى منها، تجتر أفكارها اجتراراً، وتمضغ الهواء، وتبلع الحصى، وتاكل الرمل، وتتنفس الكذب، وترسم الأوهام، وتكتب على ماء البحر، وتشوي النمل، وتقص الأساطير، وتكون خاتمتها دائماً الإنقراض بلا عودة…
هؤلاء المتحايلون رغم أنهم يحاولون تعداد نقاط الربح من السراب والوهم فالخسارة في انتظارهم، قَدِّموا العزاء لأنفسكم، وبطريقة تراعي الجوانب النفسية والشخصية للذين لا يرغبون بالفقد للحق، لا عزاء لكم ولا عزاء لمن زكاكم ولمن دعمكم على نهب حقوق الوطن المشروعة، وسحقاً لكل واهم بأن ما تقدمه له السياسة هو ماء بل هو سراب، ولم تكن أبداً البدايات نشوة بالنصر الزائف وإنما العبرة بالخواتيم…
وإذا كان مجلس الحسابات يقوم بمهامه ويكشف عن الخروقات، ثم لا تحرك في حق المذنبين أي متابعة، فلا داعي لهذا المجلس أصلاً، فهو عبارة عن صك تأمين وتحصين وفيه تشجيع للمستبد المتحايل والفاسد اللص المتطاول ليزيد فساداً ويسير في دربه الآمن، وفوق ذلك يُزكى ويُصلى عليه ويُسلّم تسليماً، لكن الحق يبقى حياً منتفضاً، وسترتفع رايته بعد حين، حتى لو غمر الباطل الأرض كلها.
🖋️إدريس زياد