سياسة

الأغلبية الجديدة توقع على ميثاق لإنقاذ مدينة القنيطرة، هل سينجح هذا التحالف في ظل تهديدات برفع “الفيتو”؟

الجريدة العربية -الرباط

في ظل التأخر عن إعلان تاريخ تشكيل المكتب الجديد، تشهد جماعة القنيطرة حاليا تنافسا سياسيا حادا بين فريقين رئيسيين في تشكيل الأغلبية داخل المجلس الجماعي، وهما فريق تلموست وفريق آخر ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.

فريق تلموست، الذي كان سابقا في المعارضة المكونة من 25 مستشارا جماعيا، نجح في تشكيل أغلبية جديدة ارتفع عددها إلى 32 مستشارا، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 38 مستشارا. ما يميز هذا الفريق هو تغليب مصلحة المدينة وخدمة المواطنين على المصالح الشخصية، وذلك وفقا للميثاق الذي وقع عليه جميع المستشارين. يتضمن هذا الميثاق التزاما بخدمة الصالح العام، وترسيخ قيم النزاهة والمساءلة، والعمل الجماعي لتنفيذ خطة تنموية شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتخليق الحياة السياسية بالمدينة.

الأغلبية التي شكلها فريق تلموست لا تعتمد على توزيع المناصب أو إغراء المستشارين بالكراسي، بل تركز على وضع رؤية واضحة لتطوير المدينة، والالتزام بالعمل المشترك لتعزيز الشفافية، مع الانفتاح على التعاون بين مختلف الأطراف لتقديم مشاريع بناءة تخدم مستقبل المدينة.
في المقابل، يواجه حزب التجمع الوطني للأحرار صعوبة حتى في حسم اختيار مرشحه للرئاسة، حيث لم يحدد بعد من سيحصل على التزكية، هل هي أمينة حروزي أم عبد الله الوارثي؟ حيث تؤكد مصادر قريبة من عبد الله الوارثي أنه لا يرغب في دخول معركة يراها محسومة مسبقا، بينما تحاول الأغلبية السابقة استمالة المستشارين من خلال التوزيع الوهمي للمناصب دون تقديم رؤية واضحة لخطة عمل لإنقاذ المدينة من الوضعية المزرية التي اوصلها الرئيس المعزول المنتمي لحزب التجمعالوطني للأحرار.

التباين بين الفريقين يظهر بشكل واضح، ففي حين يسعى فريق تلموست إلى تشكيل أغلبية مريحة لمواجهة عدة سيناريوهات، بما في ذلك إمكانية الحكم على تعويض الرئيس وأصحاب قضية “المازوط”، قام بفتح قنوات الحوار والانفتاح على مختلف التكتلات، بما في ذلك بعض الأعضاء الذين كانوا يتحملون المسؤولية في الأغلبية السابقة، مثل فريق الجبهة الديمقراطية وفريق الاتحاد الاشتراكي. يعتبر حسين المفتي من أبرز المستشارين الذين اعطوا إشارات إيجابية تجاه الفريق الجديد (انظر مقالنا السابق في التعليقات)، مما يعزز فرص الانضمام إلى الأغلبية الحالية إذا لم يرفع الحسين حق “الفيتو” ضد بعض الفرق المشكلة للأغلبية الجديدة.

في هذا السياق، يتوجب على الأطراف السياسية أن تتجاوز صراعات الماضي وتجنب العداوات المجانية، خاصة وأن الميثاق الموقع من طرف تكتل تلموست يشجع على التعاون والشفافية، ويهدف إلى إعلاء مصلحة المدينة فوق كل اعتبار، من خلال رؤية تنموية شاملة ومستدامة تجعل من القنيطرة نموذجا للتنمية المحلية المتوازنة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....