أبرز مكتسبات الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس خلال سنة 2023.
الجريدة العربية-الرباط
شكلت سنة 2023 سنة حافلة بالمنجزات السياسية والدبلوماسية للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما شكلت أيضا استمرارا قويا في مسار تعزيز الموقف المغربي في ملف الصحراء، والذي عرف أوجَهُ خلال السنوات الأخيرة.
وارتباطا بذلك؛ أبرز حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، أنه “باستحضار بعض فصول النجاح الدبلوماسي المغربي؛ أعتقد أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس أصبح يحتل مكانة سياسية ودبلوماسبة وثقافية ورياضية متميزة على المستوى الدولي”.
وأكد بلوان أن ذلك “قد تُرجِم في مجموعة من المناسبات، بما فيها التعاطف الدولي والعالمي بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، حيث تسابقت دول وشعوب ومؤسسات العالم للتضامن وتقديم الدعم للمملكة المغربية التي اختارت بعناية وحنكة منقطعة النظير كيفية التعامل مع الفاجعة جلبت تقدير وإعجاب جميع دول وحكومات العالم، وسوقت للنموذج المغربي والهوية المغربية على أوسع نطاق”.
كما وثقت سنة 2023 رزانة الدبلوماسية المغربية والتي أبانت عنها خلال التقاطبات والتجادبات السياسية والعسكرية التي يعرفها العالم، إذ اختار المغرب، حسب بلوان، “سياسة الحياد الإيجابي في مجموعة من الملفات الساخنة، وحافظ على مسافة واحدة بين شركائه الجدد في الصين وروسيا وبين شركائه التقليديين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خاصة مع تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
ومن جهة أخرى؛ اعتبر الخبير السياسي أنه “بالموازاة مع سياسة تنويع الشركاء التي نهجتها الدبلوماسية المغربية؛ انفتحت المملكة المغربية على معظم القوى الإقليمية الأخرى، من خلال المحافظة على علاقات ودية مع تركيا والتوازن في استئناف العلاقات مع إسرائيل، وكذلك تثمين المصالحة العربية (بمبادرة من السعودية) مع إيران رغم أنشطتها المشبوهة في مجموعة من الدول العربية”.
كما عمل المغرب، خلال 2023، على تعزيز تموقعه القاري، إذ أوضح الخبير في العلاقات الدولية أنه “على المستوى الإفريقي؛ استمر الإشعاع الدبلوماسي المغربي داخل أروقة ومؤسسات الاتحاد الإفريقي كما حافظ المغرب على علاقاته الطيبة مع معظم دول القارة”.
وأشار إلى أن هذه العلاقات “وسعت دائرة الدول المؤيدة لسيادة المغرب ووحدته الترابية، وكان آخرها دولة البنين التي عبرت عن رغبتها في فتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية”. مشددا على أن “الدبلوماسية المغربية تشتغل في صمت على محور دولتين مهمتين داخل القارة وهما أنغولا وكينيا التي استكملت افتتاح سفارتيهما في الرباط”.
وفي ملف الصحراء المغربية دوما؛ سطر بلوان على أن “الدبلوماسية المغربية استمرت في انتزاع المواقف المؤيدة لمغربية الصحراء في أوروبا، خاصة الموقف الإسباني والألماني إصافة إلى باقي الدول في أوروبا الغربية والشرقية، ما ساهم في عزل أطروحة الانفصال داخل مجموعة من الدول التي كانت معاقل للفكر الانفصالي المدعوم جزائريا”.
وأضاف أن “الدول العربية استمرت حصنا حصينا لدعم السيادة المغربية، ولم تستطع مناورات الجزائر شق الصف العربي الداعم لوحدة المملكة المغربية”. مردفا: “وتبقى العلاقات المغربية-الخليجية نموذجا في هذا الباب، وكان آخرها المواقف الواضحة للقمة الخليجية بقطر التي أشادت بجهود الملك محمد السادس ودعم المملكة المطلق في قضية وحدتها الترابية”.
وأشار ذات المتحدث في هذا السياق إلى أن “الجزائر بذلت جهودا مالية ودبلوماسبة مضنية في تغيير الموقف الأمريكي الداعم للصحراء المغربية دون جدوى، وفي المقابل تقوت الشراكة الاستراتيجية المغربية-الأمريكية دبلوماسيا وسياسيا وثقافيا وكذلك عسكريا وأمنيا”.
وإضافة إلى كل ذلك؛ أكد الخبير في العلاقات الدولية،أن الدبلوماسية المغربية واصلت، بقيادة الملك محمد السادس، الإشعاع الإقليمي والدولي للمملكة من خلال أنشطتها الرياضية والثقافية التي لفتت أنظار العالم من خلال الثراث اللامادي الذي يميز المغرب وكذلك من خلال المستوى الباهر للمنتخب المغربي”.
وخلص بلوان إلى أن ذلك انعكس كذلك عبر “احتضان المغرب لمجموعة من الأنشطة الرياضية؛ كان آخرها شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم الذي حولته استفزازات الجزائر من منافسة رياضية إلى صراع بحمولة سياسية، لكن المفاجأة الكبرى التي أصابت الخصوم كانت في إعلان الملك محمد السادس فوز المغرب بشرف تنظيم كأس العالم 2030 صحبة إسبانيا والبرتغال”.