المغرب يدين “بشدة” التدخلات الإيرانية في اليمن و في الشؤون الداخلية للدول العربية .
بوحافة العرابي* – الجريدة العربية
قال وزير الخارجية و التعاون الإفريقي والمغاربة بالخارج السيد ناصر بوريطة ، إن المغرب يدين “بشدة” التدخل الإيراني في اليمن و في الشؤون الداخلية العربية .
و في حديثه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية و المغتربين اليمني أحمد عوض بن مبارك عقب محادثاتهما ، أعرب بوريطة عن تضامن المغرب مع اليمن في مواجهة التدخل الإيراني ، مؤكدا دعم الملك محمد السادس “القوي و المستمر” للشرعية في اليمن . من خلال المجلس الرئاسي ، و لكافة الجهود المبذولة لاستكمال المراحل الانتقالية في هذا البلد .
و أضاف الوزير ، بناء على تعليمات ملكية ، أن المغرب يدافع عن الشرعية في اليمن و ضرورة ضمان ظروف الأمن و الاستقرار للشعب اليمني ، معربا عن اعتراف المملكة بمجلس الرئاسة كممثل شرعي و محاور رسمي للمملكة المغربية في كل ما يخص الجمهورية اليمنية .
و أشار السيد الوزير في هذا الصدد إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للجوانب الإنسانية في اليمن و الشعب اليمني ، مذكرا أن جلالة الملك قد أعطى تعليماته السامية لإيصال المساعدات المادية لهذا البلد خلال العام الجاري .
وبشأن آخر المستجدات في الملف اليمني ، أشار ناصر بوريطة إلى أن المغرب يرحب بالمواقف “الحكيمة و الإيجابية” التي عبرت عنها الحكومة اليمنية و السلطة الشرعية في اليمن بشأن موضوع تجديد التهدئة ، مرحبًا بتوجه السلطة الشرعية للمجلس الرئاسي على الدوام , و التي سعت إلى تغليب مصلحة اليمن و اليمنيين على أي اعتبار آخر .
وللأسف فإن هذه الروح الإيجابية لم يتردد صداها لدى الطرف الآخر الذي يعمل تحت “منطق الابتزاز” و يقوض أمن اليمن و اليمنيين العاملين في أجندات خارجية و يهدد الأمن و السلم الإقليميين ليس فقط في اليمن , و لكن أيضًا على مستوى دول مجاورة أخرى .
و أشار الديبلوماسي المغربي إلى أن المملكة أعربت بوضوح و على أعلى المستويات عن إدانتها للأعمال الإرهابية التي ترتكبها مليشيات الحوثي ، مشيرا إلى أن هذه الأعمال تشكل تهديدا لسلامة اليمنيين وأمن المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة .
و في هذا الصدد ، حث وزير الخارجية المغربية المجتمع الدولي و مجلس الأمن على اعتبار هذه الهجمات المسلحة “أعمالا إرهابية من قبل جماعة لا تأخذ في الاعتبار أمن اليمن و مصالح اليمنيين ، بل تعمل وفق أجندات مدعومة بالأساس من قبل الجانب الإيراني ” .
و ردا على سؤال يتعلق بالأحداث الجارية في اليمن ، أكد السيد بوريطة أن المغرب يدعم وحدة اليمن وسيادته الوطنية والإقليمية ، مع دعم كل المرجعيات الدولية الخليجية واليمنية ، شريطة التوافق مع القضية .
و أشار إلى أن “الهدنة رغم كل الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون ، كانت إشارة إيجابية لسلامة و سلام و أمن الشعب اليمني” ، مشيرا إلى أن المغرب ينحى على نهج المجتمع الدولي , إذ يرحب برد الفعل الإيجابي للحكومة اليمنية التي تتمسك بمبدأ المسؤولية و مصلحة الوطن .
في المقابل ، فإن موقف الحوثي لا يخدم مصالح اليمن و شعبه ، بل يخدم – في المقام الأول – مصالح الأجندة الإيرانية التي ما انفكت تحشر أنفها في المنطقة و إذكاء الصراع و إشعال فتيل الحرب فيها . وأضاف بوريطة أن موقف الحوثيين من الهدنة يهدد أمن الدول العربية الأخرى .
وأكد الوزير أن اليمن أصبح منطقة تدخل إيراني عبر مليشيات الحوثي ، مؤكدا أن دولاً عربية أخرى ضحية لهذا التدخل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو من خلال استخدام التنظيمات والجيوش والإرهابيين .
و بهذا المعنى ، يشير ذات المتحدث , إلى أن انتشار الفاعلين غير الحكوميين المسلحين يشكل “تهديدا للسلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي” ، مشيرا إلى أن الدول التي تسلح هذه الجهات الفاعلة بتقنيات متطورة يجب أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة أمام المجتمع الدولي , نظرًا لأن هؤلاء الفاعلين من غير الدول ليس لديهم أي مسؤولية قانونية و ليست طرفًا في اتفاقيات نزع السلاح أو اتفاقيات الأسلحة ، على عكس الحكومات الرسمية .
وأشار السيد بوريطة إلى أن “إيران لا يمكن أن تستمر في استغلال هذه الثغرة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وخاصة في اليمن والشرق الأوسط وشمال أفريقيا” ، مشيرا بهذا المعنى إلى أن المغرب أيضا ضحية لهذا التدخل .
و كانت لجنة عن جامعة الدول العربية المكلفة بالتعامل مع التدخل الإيراني واضحة في قولها أن إيران هي الراعي الرسمي للانفصالية والإرهاب في العالم العربي ، بمساهمة عدة جهات .
من جانبه أعرب السيد عوض بن مبارك عن شكر بلاده على “موقف المغرب الواضح والصريح” من التدخل الإيراني في الشؤون العربية ، مؤكدا أن المملكة المغربية كانت من أوائل الدول التي اتخذت موقفا واضحا في مواجهة هذا التدخل .
و أشار رئيس الدبلوماسية اليمنية إلى أن بلاده تدعم كل الجهود الهادفة إلى إقامة سلام شامل ودائم على أساس المرجعيات والقرارات الدولية ، مضيفا أن التحالف العربي يعمل على توحيد كل الظروف المواتية للسلام والعودة إلى طاولة المفاوضات .
و قال الوزير إن “الهدنة التي استمرت ستة أشهر كانت أمل لليمنيين وفرصة لبحث عدة قضايا رغم انتهاكات الجانب الحوثي” التي جعلت مصالحها و مصالح إيران تغلب على حساب اليمنيين .
في الوقت الذي كان فيه الجميع يدعم الحوار اليمني ، كانت إيران ترسل سفنا محملة بالأسلحة إلى الحوثيين . حيث أكد رئيس الدبلوماسية اليمنية أنها “عملية مسجلة في التقارير الدولية” ، مضيفاً أنه “في كل مرة نقترب من الحل تتدخل إيران لتخريب المفاوضات” .
و دعا الوزير اليمني المجتمع الدولي إلى تبني مواقف واضحة ونهج جديد تجاه المشهد السياسي في اليمن وتدخل إيران في هذا البلد ، مشددا على ضرورة تسجيل مليشيات الحوثي على أنها جماعة إرهابية .