ثقافة و فن

احكي يا شهرزاد ….

بقلم : هدى بنعيسى .

بقلم هدى بنعيسى .

انتبهوا لفساتين السلطانات .. 😊
.. مهما حاولت تنبيهك لتلاحظ أن فستاني الزهري جديد ، فأنت بالمرة لا تنتبه ..😏.. أتَعَمَّد السَّعْي و النهوض المتكرر بلا سبب ، لأستعرض أمام لِحَاظك المُغَيَّبة عني ، قَدِّي و قَصَّة الفستان و تفاصيله علَيَّ .. و أنت لا تلتفت لي بالمرة .. فتَصُب الزيت على نيران هرموناتي ، التي بدأت تتأجج استعدادا لانفجاري .. فتطلب مني أن أميل قليلا ناحية الشمال ، لأني حَجَبْت عنك رؤية شاشة التلفاز .. 😡.. و أنت ضعيف النظر و الانتباه و التقدير ، الذي لم ينتبه لي الليلة و أنا بالزهري أَتهَادى و أتَمايَل و أختال أمامه .. و سيدفع الثمن غاليا 👚
.. من المفروض و بعد كل اجتهاد مني في التغيير و التزين إليك ، أن تُثْني على تعبي و على قوامي و لو كذبا و على مجهوداتي .. في الوقت الذي أنت فيه بالمرة لا تجتهد .. و تكتفي بسروالك العربي الفضفاض ، لتجلس به بكامل حريتك و راحتك معي .. و لا أتذمر بتاتا من عدم تغييره .. فأنت سلطان جذاب ، بارع ، غسلت دماغي ( المغسول فيك أصلا 😍) .. و أقنعتني ، أن سروالك الواسع هو تراث و إرث ، وجب الحفاظ عليه .. و أنه صحي ، بِتوصية من طبيبك و بتزكية من وزارة الصحة .. فهو يسهل دَوْرتك الدموية و يريح أَوْردتك بعدم الضغط عليها .. كما أنه يسمح بالتهوية و لا يعيق حركة سيقانك الكَسولَتين بالقلعة .. و صدَّقْتك و غازلتك مرارا و أنت تلبسه .. و طبعا صَدَّقتَني .. و كفى الله السلطان و السلطانة شر الاقتتال .. و سأتقاتل الليلة ، لِكي تَراني بالزهري ..😛👚

أنا الآن يا مولاي ، أسعى في حضرتك كالبلهاء الحافية القدمين ، تمشي فوق صفيح ساخن .. فعصبيتي بادِية للعِيان على خطواتي المُتَسارعة .. و أنت لا تكترث .. و تجلس على صفيح ، بارد ، و جامد .. 😌
.. أنا الآن ، أغلي و قُدوري تُبَقْبِق فوق ثالثة الأثافي 🔥 .. و مَارِدِي زارني ، ليكون ثالثنا هاته الليلة ، التي لن تمر أبدا عليك .. بلون فستاني الزهري ..👚
.. لقد أحسست أن وَتِيرة مُنْحنى حبك لي و إعجابك بي ، قد انهارت لأدنى مستوياتها .. و أنني بدأت أفقد سَندات قلبي المودَعَة في أضلعك .. و أن حالة إفلاسي خطيرة و أحتاج لسيولة و إنعاش و إعادة تأهيل .. و فساتين جديدة مُغْرِية و مُؤَثرة 🤭
.. الآن عقلي الناقص بدأ يشتغل .. و نفسي الأمارة بالسوء بدأت تُحدثني .. و وَسْوست لي أن سلطاني اعتاد : سَعْيِي و غَلَياني و بَقْبَقة طناجيري و ألوان فساتيني و تَهاليلي و زغاريدي له ، بالبلاط و بخربشاتي ، فما عاد يُحرك ساكنا و لا يتأثر .. فكيف يُعقل بعدما اقتربت من أن أصبح مؤثرة فيسبوكية 😛 .. فقدت قدراتي في التأثير عليه 😊 ..
.. أنا الآن بدأت أخرج عن السيطرة .. فهذا الفستان بالضبط ، عقدت عليه آمالا كبيرة لإغراء مولاي .. 😔 .. هذا الفستان جاء من بلاد بعيدة ، اشتريته من موقع الكتروني .. و سلطاني في غفلة عن نزواتي و إدماني للتسوق عن بُعد .. فبِهاته الطريقة ، أُبْعد شبهات التبذير و السَّفَه و الشطط عني .. فهو لا يعرف بالضبط فواتير ما أشتريه بنقرة زر من جوالي .. مستريحة على كَنَبَتي .. مستفيدة من غفلته و طيبوبته و راتبه ..🫢🌶..
.. هذا الفستان الزهري ، يكاد يفْقَع مَرارتي ..😩 .. فقد كلفني انتظارا طويلا ، فاق الشهرين حتى وصل إلي .. فكيف لا أستفيد منه اليوم .. بأن أحظى بإطراء من مولاي على قوامي فيه .. كيف لا أفوز بابتسامة رضاه و نظرة إعجابه و يواعدني بعدها بليلة جديدة ، بعد الليالي الألف .. 💃💃💃
.. قل لي يا سلطاني ؛ كيف مرت علي آلاف الليالي الملاح معك .. و التي قَضَيْناها بفساتيني الوطنية و قفاطيني المغربية و سراويلك العربية الفضفاضة .. و أتت ثمارها .. و أنجبنا الأمراء .. و اليوم عجز فستاني المستورد عن لفت انتباهك إلي .. 🧐

هذا الفستان الزهري خرب ميزانيتي و كلفني مالا ، تعبت كثيرا في الحصول عليه يا سلطاني و سأعترف لك ..🤭 🌶.. ثُلُثه حلال زلال ، من هِبَتك المولوية علي بداية الشهر .. أدام الله علي فضلك و رزقك .. و ثلثه ، تدبير و بقشيش ، بقي من مصاريف تكَلفت بها في غيابك .. و لا أرده إليك ، فيتراكم بِحَصَّالَتي الخزفية .. التي أكسرها عند إفلاسي ، لسد ديوني و فواتير فساتيني .. 😊 .. و ثلثه الباقي يا سلطاني .. و لْيشفع لي عندك شجاعة اعترافي .. 🌶🫢🌶 هو تدليس عليك و لُصوصِية بريئة مني ، على جيوب سراويلك الإفرنجية التي تخرج بها ، و تضعها جانبا كلما دخلت بلاطك و لبست سروالك العربي الفضفاض المريح .. لتستريح ..

فياا مولاي ارتاح ، ارتاح .. سأواصل الكفاح .. حتى تراني بالزهري و أرتاح .. 😩

فكيف لا يرفع هذا الفستان اليوم ضغطي !؟ .. لقد دَلَّس علي الموقع الالكتروني ، لما كتبوا تحت صورته أنه مُغْري و أنيق .. لكن واااأسفاه !! .. هذا الفستان الزهري المشؤوم ، لا يؤثر على السلاطين و لا يغريهم .. 😔.. فأذواق السلاطين العرب و الأمازيغ ، لا يعرفها إلا خياط دربنا ( المْعلم أحمد ) الذي ألبسني قفاطين تمخترت بها كالأميرة في حضرة مولاي ..😍
.. ثم ماذا عن الكحل و الألوان و الظلال الزهرية و الزخارف التي رسمتها بوجهي ، لتناسب فستاني الزهري و التي كلفتني وقتا و جهدا .. هل سأغسلها دون أن تنتبه لها !! .. و تذهب علب البودرة و أقلام الشفاه الغالية الثمن عبثا .، لأذيبها بمياه الصنابير و تختفي في بلوعة المجاري .. !!
.. أنت سلطان هادئ ، فاتر و ساكن .. و أنا لست ساكنة و لا فاترة و لا أشبهك .. فأنا أمشي مع رياح هرموناتي غير المستقرة .. و هرموناتي هاته الليلة الغبراء : زَهْرية ، هائجة إلى شديدة الهيجان .. سَأُرْغي و أُزْبد و هذا حقي .. و أَقْصِفك بزمجرات رَعْدي و وَمَضَات بَرْقي .. و سأضرب لك لِتنتبه إلي .. طبول حربي و رِقِّي ..
.. و في حضرة سكونك المهيب ، تسمع زمجراتي و لا أسمع همسا و لا حِسا لحِبالك الصوتية ، التي ترتاح من تعب الجدال و السِّجال دوما معي .. فتصمت مُحَملقا في ثوراني البركاني الزهري .. و تدور بمُقْلتيك لتفترس قَدِّي المَيَّاس و قَالَبي فَتُخْمد مبتسما بذكاء حِمَمي الوردية و تهمس لي .. ( أنت فاتنة بالزهري ) .. 😍😛❤️
.. أنا سلطانة سريعة الاعتراف و الذوبان .. كبرت و قلبي لا زال صغيرا و لا يحتمل العصيان .. ابتسمت فورا لمولاي السلطان .. و وعدته سأشتري لأجله ، من المواقع و من عند ( المعلم ) أحمد .. فساتين و قفاطين بجميع الألوان .. ❤️😍❤️
.. و ستحكي شهرزاد ..💜

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....