ثقافة و فن

المصائب تحل علينا تباعا , فهل هي بداية قيام الساعة؟

لحسن كوجلي .

مجرد رأي : أنا لي أن أعرف مصدر ألوان المصائب و الشدائد التي توالت علينا مؤخرا , حيث لا تكاد تغرب واحدة حتى تشرق علينا أخرى أشد , مقابل ذلك لم نعد نبصر في هذه الدنيا أي مشهد يثلج الصدر , و لا صورة جميلة تمحو من بالنا أهوال الحزن الذي أصبح لاصقا بنا بالمرة .
فمنذ ظهور وباء كرورنا , و حالنا لم يعد له طعم , و لا رائحة عطر , إلى درجة أخال فيها بأن الله تعالى يدبر لنا لأمر ما , أو أريد من فعله أن يطهرنا من قبح ما يعتلينا من أفعال و أعمال تستحيي منها الشياطين .
أوبئة و حروب و جفاف و قحط و غلاء معيشي و نفاذ مياه , ضف إليه ما تعرفه هذه الأيام من ارتفاع مهول في درجات الحرارة . علائم كلها تنذر بكارثة إنسانية آتية لا ريب فيها , إذا لم نظهر سريعا ندمنا إلى الله تعالى , بدل أن نستمر في المكابرة عن التوبة الصادقة .
حتما سيلاحظ كثير من الناس أن حياتنا أضحت تمضي بدون هدف و لا طموح , بلا فرح و لا سرور , بلا حس و لا شعور , لم نعد نفهم لماذا نعيش , و لأي هدف نتعب و نشقى , غاب بيننا التضامن و الإحسان و الكرم و اللطف , نفسيتنا تهاوت إلى الحضيض , لم تعد تقوى على تحمل المزيد من مشاق الدهر , لا وزير يشعر بالراحة و لا قائد و لا مدير و لا غني و لا فقير , و لا مسؤول من فوق كرسيه عالم بشدائد أمورنا , و لا هو قادر على تخفيف أثقالنا , كوارث تلو الأخرى تتوالى علينا , و لا احد منا يجتهد لطرد السوء من بيننا , و يعيدنا إلى سابق العهد الجميل .
تعاظم حزننا , ودب الوجع فينا , فقدنا الإحساس بحلاوة الدنيا , لا نبصر من حولنا سوى ما يتصنع من سوء الأحداث , فقر و اعتداء و ظلم و رشاوى و محسوبية و قتال عائلي و جنس مقابل النقط و الوظيفة و حوادث سير و سوء معيشي إلى غير ذلك من حوادث تجعل العاقل يتساءل عن تماطل الله تعالى بعد عن ضرب الناس من السماء بصواعق البرق و الرعد , و غزوه من الأرض بالقمل و الضفادع و الجراد و الكوارث و الأوبئة حتى يسوي جبالها بالبحور بما فعلت أيدينا من شر وعداء و فسق و ظلم كثير في الأرض .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....