ثقافة و فن

رسالتها الأخيرة بقلم “ريمان عوض”

وفي رسالتها الأخيرة كان لديها رغبة بأن تكون هذه الرسالة مختلفة عن باقي رسائلها له، فكانت كالآتي:

أما قبل
مساء الخير عزيزي، قبل وداعي وقبل ذهابك لعالم آخر غير عالمي، أحببت أن أُخبرك شيئًا، وأردت أن تكون حريصًا كل الحرص عليه، وعذرًا لك مني علىٰ رسالتي، لكني شعرت بقلقٍ داخل قلبي، ومسني إحساس الأمومة الطاغي دائمًا إليك، فأردت أن أرسل لك بعض كلماتي، قبل الذهاب.

أما بعد
احرص كل الحرص ف اختيارك للمرأة التي تؤنسك بَعدي، احرص أن تكون مثل ما كنت ترغب أن أكون أنا، حتىٰ لا تستدعيك لتركها، تأمل تفاصيلها حتىٰ يطمئن قلبك، بأنها ستفعل ما كنت أفعل أنا، لأننا مهما افترقنا سيظل قلبي خائفًا ألا يعبث بمشاعرك أشخاصٌ آخرون.

فأنا أخشىٰ عليك من أن تجاور امرأة لا تهتم بك قدر احتياجك، لا تثرثر بأُذُنيك وأنت نائمًا كما تُحب، أخشى أن لا تقوم بالاطمئنان كل يوم بأن حذائك بجوار الباب، أخشىٰ أن لا تقوم بمحادثتك طيلة الوقت للاطمئنان على حالك وكيف صرت، وأن لا تقوم بتجهيز ملابسك قبل أن تطلبها أنت، وأن تنظف حذاءك دون خجل، أخشىٰ أن لا تقوم بترتيب أوقات جميلةٍ لك ولها دون مناسبة، فقط لأنك عيدها الوحيد، قُم بتنبيهها بأنك لا تحب اللون الأخضر حتى لا ترتديه، وأنك تعشق القهوة كل يوم بالمساء، وأنك تحب الليل والشتاء، حتى تحيا معها دون ملل، فمهما كان حجم مأساتي فأنا دائمًا أريدك بخير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....