دولي

الأزمة الأوكرانية : ” بالإجماع ” الاتحاد الأوروبي يوافق على حزمة العقوبات ضد روسيا .

الجريدة الإخبارية .

تبنى الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء ” بالإجماع ” حزمة عقوبات ضد روسيا , على خلفية بدء اعتداءها العسكري ضد أوكرانيا . و تستهدف العقوبات الأوروبية النواب الروس على وجه الخصوص . كما أعلنت ألمانيا أنها ستعلق ترخيص خط أنابيب الغاز ” نورد ستريم 2. المشروع الضخم الذي ينقل الغاز الروسي إلى القارة العجوز عبر مياه بحر البلطيق شمال أوروبا .

روسيا تنسف ” اتفاق مينسك ” و أوروبا توقع ” العقوبات ” .

أعلن رئيس الدبلوماسية الفرنسية ” جان إيف لودريان ” عقب اجتماع عقده سبعة و عشرون وزيرا للخارجية  في الدول الأوروبية بالعاصمة باريس . أنه تم الاتفاق فعليا و بالإجماع على الحزمة الأولى من العقوبات ضد روسيا بعد قرارها الاعتراف بالأراضي الانفصالية في شرق أوكرانيا و اعتدائها المسلح على الدولة التي تخضع للحماية الأوروبية .

و قال ” جان إيف لودريان ” خلال مؤتمر صحفي مع ” جوزيب بوريل ” رئيس الدبلوماسية الأوروبية : لقد وافقت الدول السبعة والعشرون على تحليل الوضع في أعقاب انتهاك روسيا للقانون الدولي ، بعد خرق الالتزامات التي تعهدت بها خلال ” اتفاق مينسك ” , في أعقاب الهجوم  ضد سلامة و سيادة أوكرانيا . و قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ” جوزيب بوريل ” : ” إن هذه العقوبات ‘ستضر بروسيا بشدة “ .

و قال المسؤول عن التنسيقية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي قرر معاقبة  سبعة و عشرين فردًا وكيانًا روسيًا , لعبوا دورًا جليا في انتهاك سلامة أوكرانيا . وتستهدف هاته العقوبات بالدرجة الأولى التأثير على قدرة روسيا للوصول إلى أسواق رأس المال والخدمات المالية الأوروبية . وأضاف ذات السؤول أن العقوبات الأوروبية استهدفت صناع القرار الروس والبنوك التي تمول العمليات في أوكرانيا . في حين أوضح ” جان إيف لودريان ” أن هاته التدابير كانت جزءًا فقط من رد فعل الاتحاد الأوروبي على تصرفات روسيا ” . حيث أعرب عن أسفه أن الرئيس ” فلاديمير بوتين ” لم يعد يحترم توقيع روسيا على اتفاق مينسك . مضيفا أن الاجتماع المقرر عقده يوم الجمعة في باريس مع نظيره وزير الخارجية الروسي ” سيرجي لافروف ” قد تم إلغاؤه .

بوتين يعترف باستقلال ” لوغانسك ” و ” دونيتسك ” وسط غليان أوروبي .

و لوح ” فلاديمير بوتين ” يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي بشن حرب أخرى ضد أوكرانيا . حيث أعلن في خطاب تم نشره على التليفزيون يوم الاثنين  21 فبراير , أن اتفاقيات مينسك التي تنص على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا لم تعد قائمة . و أن روسيا تعترف باستقلال الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا وأمر جيشه بالحفاظ على السلام في هذه الأراضي . و اختارت روسيا طريقا صعبا لحل الأزمة الأوكرانية , بعدما اعترفت من جانب واحد بمنطقتي ” لوغانسك ” و ” دونيتسك ” كجمهوريتين مستقلتين . و تعتبر هاته المناطق محل الصراع خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين للروس .

الغاز الطبيعي الروسي سلاح ” فلاديمير بوتين ” لإخضاع القارة العجوز .

يعتبر خط ” نورد ستريم 1 ” الناقل للغاز الطبيعي الروسي نحو أوروبا , واحد من أهم الارتباطات الاقتصادية التي تجعل دول الغرب ” خاضعة ” لمزاجية قصر الكرملين . حيث تستفيد القارة العجوز من غاز الدب الروسي بنسبة % 40 من احتياجاتها الكلية , و التي تستوردها عبر بحر البلطيق بخط يصل طوله إلى 1220 كيلومتر , و التي تربط روسيا بألمانيا . و تستغل الحكومة الروسية هذا الخط لإخضاع الدول الأوروبية , و جبرها على تقبل قرارات في غالب الأحيان تكون سيادية . خاصة حينما يستحيل التخلي عن استيراد الغاز من الجار الشرقي في وقت تحتاج فيه القارة إلى ما يصل 400 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الذي يستعمل بوجه أخص في الاستعمالات المنزلية كالطبخ و التدفئة خلال فصل الشتاء القارس .

و علقت ألمانيا المستفيد الأكبر من الغاز الروسي , أنها ستعلق ترخيص العمل بالخط الثاني ” نورد ستريم 2 ” إلى أجل غير مسمى . إذ كان من المقرر في الأسابيع القليلة المقبلة , البدء بإجراءات تشغيل هذا الخط الذي سيوازي ” نورد ستريم 1 ” من أجل ضخ 44 مليار سنويا . لكن اعتراف موسكو من جانب واحد بإقليمي ” لوغانسك ” و ” دونيتسك ” كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا , جعل القارة الأوروبية و خصوصا ألمانيا تعلق قرار العمل بالخط الناقل للغاز , مما سيؤثر سلبا على سوق المحروقات في بلدان الاتحاد الأوروبي .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....