أخبار المغرب

قنصلية السينغال بالدار البيضاء تهيب بمواطينيها المقيمين بالمغرب بعدم ذبح الأضاحي امتثالا لتوجيهات صاحب الجلالة

الجريدة العربية – خاص 

في سابقة تعكس تفاعل المغرب الواعي مع تحدياته البيئية، شهدت هذه السنة دعوة رسمية غير مسبوقة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى الشعب المغربي بعدم ذبح أضاحي العيد، وذلك في ظل الجفاف الحاد الذي تعيشه المملكة، والذي ألقى بظلاله الثقيلة على الموارد المائية وعلى القطيع الوطني.

القرار، وإن بدت وطأته رمزية على تقاليد مترسخة، فهو يندرج ضمن رؤية ملكية استراتيجية و حكيمة تحرص على التوفيق بين شعائر الدين ومقتضيات المسؤولية البيئية. فالمحافظة على الثروة الحيوانية وتفادي إرباك الأسواق المحلية يعتبران أولويات لا تقل شأنًا عن أداء الشعائر، خاصة عندما تتقاطع مع فقه الضرورة وأحكام التيسير التي أجازها العلماء في ظروف استثنائية مماثلة.

وفي هذا السياق، بادر القنصل العام لدولة السنغال بالدار البيضاء إلى توجيه رسالة واضحة إلى الجالية السنغالية المقيمة بالمغرب، أكد فيها أن احترام هذا التوجيه الملكي ليس خيارًا شخصيًا بل التزامًا شرعيًا وقانونيًا. القنصل شدد على أن التقيد بالقوانين المحلية هو حجر الزاوية في أي علاقة متزنة بين المقيم والدولة المضيفة، مبرزًا أن فقه الواقع يجيز تكييف بعض العبادات متى تعارضت مع مصالح كبرى تتعلق بالمجتمع ككل.

ويعد هذا الموقف دليلاً على النضج المؤسساتي والتنسيق الدبلوماسي الإيجابي، حيث تتحول التوجيهات إلى مناسبة للتربية على القيم المشتركة، وللإسهام في توطيد الثقة بين مكونات المجتمع المغربي والمقيمين الأجانب.

لقد تجاوزت رسالة القنصلية السنغالية حدود البلاغ الإداري، لتصبح دعوة صريحة للتفكر في جوهر عيد الأضحى، الذي يتأسس على التقوى، النية، والتكافل، أكثر من ارتباطه بالفعل المادي وحده. ومن هذا المنطلق، فإن الالتزام بالتوجيه الملكي لا يُعد فقط موقفًا مواطنيًا، بل عبادة مؤطرة بالوعي والمسؤولية الجماعية، في مغرب يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، دون أن يفرط في روح الدين أو جوهره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى