رياضة

المنتخب الوطني.. هل نحن مستعدون لكأس إفريقيا.. أم أن العاطفة تحكم الاختيارات؟

الجريدة العربية – الرباط

يبدو أن المنتخب الوطني المغربي يسير بخطى ثابتة نحو “المجهول”، وسط قرارات فنية تثير أكثر من علامة استفهام. في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة بناء مجموعة قوية لخوض غمار كأس أمم إفريقيا المنظم في بلادنا، تبدو بعض الاختيارات وكأنها قائمة على العاطفة أكثر من المنطق.

حراسة المرمى.. تذكرة بالمجان؟


استدعاء ياسين بونو كرقم 1 أمر منطقي رغم تراجع مستواه مع الهلال السعودي، في ظل الاستقرار الذي يعيشه منير الكجوي مع نهضة بركان. لكن السؤال الأبرز: من سيكون الحارس الثالث؟

هذا المقعد تحوّل إلى “Wild Card” تمنح بلا معايير واضحة، تمامًا كما يحدث في بطولة الحسن الثاني للتنس عندما يحصل لاعب مصنف في المراكز المتأخرة عالميًا على دعوة للمشاركة. لماذا يتم تفضيل بنعبيد على شهاب أو رشيد الغانيمي، الذي تألق في الأولمبياد ويواصل تقديم مستويات مميزة في البطولة؟ أليس من المنطقي أن يكون المنتخب الأولمبي هو “المستقبل” الطبيعي للمنتخب الأول؟

•الدفاع.. خط هشّ وقرارات أكثر هشاشة!

قبل مواجهة منتخبات قوية في “الكان”، لا يبدو خط الدفاع في مأمن. فالمباريات الأخيرة لم تكن مقياسًا حقيقيًا، لأن جلها كانت أمام فرق متواضعة وعلى أرضنا، باستثناء كأس أمم إفريقيا الماضية، حيث فشلنا في أول اختبار جدي.

كان الأمل معقودًا على شادي رياض، ليحمل المشعل بعد اعتزال رومان سايس، لكنه اختفى في ظلال كريستال بالاس، حيث لا يُرى حتى في قائمة البدلاء. أما سايس، فالإصابة أبعدته، فلم يتبقَ أمام الركراكي سوى خيارات محدودة ومقلقة.

جواد الياميق، الذي كان احتياطياً في المونديال، يعيش موسمًا سيئًا مع الوحدة السعودي، الذي يقبع في قاع الترتيب. فهل يمكن أن يكون حلاً لدفاع “الأسود”؟ ماذا لو أصيب نايف أكرد؟ هل سنلعب بثنائية اليميق-عبقار؟ اليميق-حركاس؟ حركاس-عبقار؟ حتى أشد المتفائلين لا يمكنهم تخيّل هذا السيناريو.

أما عبقار، فرغم لعبه بانتظام في الليغا، إلا أنه مدافع عادي ضمن فريق يحتل المركز 18 وتلقى 40 هدفًا! فهل يُعقل أن نبني دفاعنا على لاعبين من فرق تتذيل ترتيب الدوري الإسباني والسعودي؟

وسط الميدان والهجوم.. العاطفة تتفوق على المنطق

على عكس الدفاع، يبدو وسط الميدان أكثر اتزانًا، بوجود الثنائي أمرابط-خنوس، إلى جانب أوناحي، الصيباري وتيرغالين. لكن، لماذا تم استدعاء بلال ندير؟ أهو أيضًا ضمن دعوات الـWild Card؟

في الهجوم، العاطفة كانت حاضرة بقوة. فقد تم استدعاء عبد الصمد الزلزولي وأمين عدلي العائدين من الإصابة، رغم أن جاهزيتهما تبقى محل شك. نفس الأمر ينطبق على أسامة الصحراوي، رغم موهبته.

هل نحن مستعدون فعلًا؟

ما بين قرارات غير مبررة، واختيارات مشكوك في جدواها، يبدو أن المنتخب الوطني يُبنى على العاطفة أكثر من المنطق. فهل سنكون جاهزين لكأس إفريقيا لمواجهة أسماء بحجم محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، أم أننا سنواصل السير نحو “المجهول”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى