
المغرب وتعزيز التعاون جنوب – جنوب: دور محوري في التنمية المستدامة والأمن الغذائي
الجريدة العربية
يواصل المغرب ترسيخ نهجه القائم على التعاون جنوب-جنوب كركيزة أساسية في سياسته الخارجية، حيث يسهم بفاعلية في المبادرات الرامية إلى تعزيز القدرات في المناطق الريفية، وتمكين المزارعين، وتعزيز النظم الغذائية في القارة الإفريقية. هذا ما أكده السفير المغربي السيد يوسف بلا، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى وكالات الأمم المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، خلال الاجتماع الثامن المشترك لمجلس منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومجلس إدارة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومجلس إدارة برنامج الأغذية العالمي.
وفي كلمته أمام المشاركين، جدد السفير المغربي التأكيد على التزام المملكة بمواصلة تبادل خبراتها في مجالات التكيف مع التغيرات المناخية، وتطوير زراعات مقاومة للجفاف، وتحسين إدارة الموارد المائية مع شركائها الأفارقة. كما شدد على أن المغرب يعمل على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، ويدعم جهود الاستقرار الإقليمي، إدراكًا منه لأهمية الأمن الغذائي كدعامة رئيسية لترسيخ السلم.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المملكة في إطار نهج طويل الأمد من التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول الإفريقية. ومن بين هذه المبادرات، مبادرة الأطلسي لصالح دول الساحل، ومبادرة “AAA” التي تهدف إلى تعزيز تكيف الزراعة الإفريقية مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى مبادرة “SSS” التي تركز على الأمن والاستقرار والسيادة في إفريقيا.
وفي هذا السياق، شدد السيد يوسف بلا على أهمية تعزيز الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام، باعتباره وسيلة فعالة لتقليل الفجوات التنموية وتجنب تكرار الجهود في مكافحة انعدام الأمن الغذائي، لا سيما في إفريقيا. وأوضح أن الجمع بين الاستجابة الطارئة والتنمية والسلام يتيح انتقالًا سلسًا من المساعدات العاجلة إلى التنمية المستدامة طويلة الأمد، ما يسهم في الحد من الجوع، وتقليل موجات النزوح، وتعزيز الاستقرار.
كما دعا الدبلوماسي المغربي المنظمات الدولية ووكالات التنمية إلى تطوير برامج مشتركة تضمن أن السكان المتضررين من النزاعات والتغيرات المناخية لا يحصلون فقط على الدعم الفوري في أوقات الأزمات، بل أيضًا على الموارد اللازمة لتعزيز قدرتهم على الصمود وضمان تلبية احتياجاتهم المستقبلية. وأكد أن وكالات الأمم المتحدة، عبر تبني برامج زراعية تأخذ في الاعتبار الأبعاد الثلاثة المترابطة للتنمية، يمكنها المساهمة جنبًا إلى جنب مع الحكومات في دعم المجتمعات الريفية.
وفي ختام مداخلته، شدد سفير المملكة الأستاذ يوسف بلا على أهمية التنسيق الفعال بين مختلف وكالات الأمم المتحدة وكيانات التنمية، بهدف توحيد الجهود لدعم البلدان النامية، مع احترام اختصاصات كل منظمة. وأكد أن اعتماد آليات تمويل ملائمة، تراعي احتياجات جميع الدول المستفيدة من هذه البرامج، يعد عنصرًا أساسيًا لضمان نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، بغض النظر عن طبيعة المساعدات المقدمة.