لهذه الأسباب أنا غاضب جدا على الفريق الوطني المغربي …
.لحسن كوجلي – الجريدة العربية
على كل حال، انتهى العرس القاري الإفريقي، وغادر المنتخب الوطني المغربي بطولة كأس افريقيا للامم، و احزنني هذا الخروج المبكر شر حزن، بل وقد اشعل في فؤادي كراهية المدرب، و اللاعبين، و الجامعة معا. ولا اخفي رغبتي في ان ينال الجميع ما تيسر من العقاب. حتى وإن كان سيخالفني الراي، الذين سيقولون ان اللعبة فيها ربح وخسارة، و الفرق الكبرى كثيرا ما تسقط، وان كذا وكذا… أنا ايضا اتفق في حالات، ، لكن ليس هكذا سقوط و في هذه المناسبة و خلال هذه المرحلة بالذات، فالمناسبة عظيمة، والظرفية ليست بعادية، و المغرب كدولة كانت في امس الحاجة لان يتحدث فيها منتخبه لغة التفوق، وان يترجم ما يمضي فيه البلد من تقدم وازدهار.- فمنذ ان صار المنتخب رابع كأس العالم بقطر، اصبح فاكهة كل المجالس الكروية، العالمية والقارية والاقليمة، وكان من المؤكد ان يبرهن للجميع ان وصوله للقمة لم يكن من وليد الصدفة، و حتى ان يحرص على البقاء محترما من لدن الجميع.- المنتخب كان جدير المعرفة بخصوم المغرب الذين يجاهرون له بالسوء، والذين يقيمون له اهوال من العقبات، و يكرهون الاخرين على اسقاطه، يدفعون حياتهم من أجل توسيخ سمعة حكامه و المشرفين على ازدهاره، و لهذه الاسباب كان من الضروري ان يقاتل على عز البلد وحكامه، وذلك ضدا في الاعداء ومناصريهم، خصوصا وان المنتخب يعي بان الكرة لم تعد لعبة، وانما هي حرب من اجل الوجود.- كان على المنتخب ان يصل الى نهاية المشوار الافريقي بكل الطرق، وذلك اكراما لكل وسائل الاعلام العربية والغير العربية التي ظلت ولا تزال تشيد وتنوه بمستوى الفريق، و بالمجهودات التي يقوم بها المسؤولين المغاربة من اجل التنمية الرياضية، وصناعة الامجاد، هذا فضلا على ان الجميع كان منبهر من حب جلالة الملك للرياضة، ومن قوة رئيس الاتحادية لقجع، ومن الحضور القوي للاطار وليد الركراكي، و مما صنعه المغرب من بنيات تحية، من ملاعب و اكاديمية محمد السادس، و منبهر من الجمهور المغربي وما صنعه من احداث وتميز بالكوديفوار ، سواء على مستوى الرياضة، والديبلوماسية الموازية، او اعطاء دروس في الخلق والتضامن و زرع الحب والود بين الشعوب.- كان المنتخب الوطني ملزم بان يفوز بالكأس من اجل فقراء وبسطاء المغرب الذين رغم فقرهم ، و ما طالهم من ازمات، وغلاء الاسعار، لم يحتجوا على اموالهم الطائلة التي صرفت على هذا المنتخب في سبيل راحته، وضمانا لاسعاده.- مما اقلني كثيرا، ان المنتخب كان يلعب بالتقشف البدني خوفا من ضياع لياقته، وفي الاخير، لا هو وصل ، ولا هو قدم عروض مريحة. وكنت ارى، في المنتخب ان يكون مقاتلا، طوال البطولة، حتى وان خسر النزال لم يكن ليخسر قلوب الجماهير، كما هو حاله الان على الاقل.