جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وبناء جامعة المستقبل.
الجريدة العربية
عاشت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس طيلة السنة الماضية ومستهل السنة الجارية على إيقاع حركية كبيرة، مست كل المجالات البيداغوجية والعلمية والحياة الجامعية، وما يقتضي ذلك من حكامة جيدة في التدبير والتسيير وإشراك فعلي للهياكل الجامعية في النهوض بالمهام الموكولة لها بحكم القانون الإطار 00 . 01 ، مما مكنها في ظرف قياسي من استعادة ديناميتها وحيويتها.
ورغم محاولة البعض تضليل الرأي العام الجامعي بكل الأساليب غير المشروعة، فإن واقع الحال يكشف بكل وضوح عن قطيعة سلسة مع كل الأساليب الملتوية التي ضيعت على الجميع زمنا جامعيا ثمينا، ويضرب في الوقت نفسه موعدا جديدا مع التاريخ والمستقبل المشرقين للجامعة والجامعيين.
ومن أبرز تلك المؤشرات يمكن استحضار إشارتين هامتين تتعلق الأولى بتخصيص ميزانية ضخمة للبحث العلمي، الأولى من نوعها على الصعيد الوطني تقدر بMDH21,80 موزعة على تسعة محاور أساسية ، خصص نصفها لتقييم أداء المختبرات العلمية المعتمدة وخانات أخرى لتشجيع الأساتذة الباحثين على النشر في المجلات العلمية المحكمة وحركية الأساتذة والطلبة ودعم النشر العلمي وتنظيم الندوات الوطنية و المؤتمرات الدولية وتشجيع أشكال التعاون والاتقاقيات الدولية.
أما المؤشر الثاني فيظهر من خلال إقدام لجنة البحث العلمي والتعاون المنبثقة عن مجلس الجامعة، وفي خطوة غير مسبوقة، على نشر تقرير مفصل عن اجتماعاتها الدورية الممتدة من 18 يناير 2023 إلى غاية 10 يوليوز 2023 أي ما يناهز أكثر من 50 ساعة من العمل والاجتماعات المتواصلة، وكلها تنم عن رغبة وإصرار كل مكونات الجامعة وهياكلها المختلفة على تجاوز لحظة اللايقين والمضي قدما في اتجاه وضع استراتيجية مستفبلية في مجال التكوين والبحث العلمي عبر مجموعة من الإجراءات والتدابير الكفيلة بتحقيق مجموعة من الأهداف، عنوانها الأبرز جامعة منفتحة ومواطنة تسع الجميع، جامعة تقوم على خلق أجواء مناسبة للبحث والتكوين للطلبة والأساتذة الباحثين من خلال اتخاذ سلسلة من التدابير الرامية إلى تحسين التسيير في الجامعة وإرساء أليات واضحة ومعايير شفافة في الاستفادة من إمكانيات الجامعة والفرص الممكنة التي توفرها جامعة سيدي محمد بن عبد الله، من خلال تشجيع الأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه على المشاركة في الندوات والملتقيات والمؤتمرات الدولية وتمويل حركيتهم الوطنية والدولية وتحفيز الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية وتشجيعهم على اتخاذ مبادرات علمية مختلفة، من شأنها الانخراط في الاستراتيجية الوطنية لتطوير البحث العلمي، وعلاوة عن كل هذه الإجراءات والتدابير خلصت لجنة البحث العلمي والتعاون إلى مجموعة من التوصيات و القرارات الهامة التي من شأنها الخروج من حالة التيه والترقب إلى حالة التأسيس والتمكين ومن حالة الشك والارتجال إلى حالة اليقين والتخطيط .
ومنها على الخصوص حل مشاكل التدبير المالي والإداري للمختبرات ووضع آليات شفافة وإجراءات عملية وملموسة لتجويد التدبير الإداري المرتبط بمناقشة الأطروحات الجامعية والعمل على وضع استراتيجية واضحة للبحث العلمي وإدماجها مع التصور العام للوزارة الوصية حول البحث العلمي ومع مخرجات المناظرات الجهوية عبر سلسلة من الإجراءات التحفيزية ومنها على الخصوص تشجيع الباحثين على النشر في المجلات العلمية المفهرسة والمصنفة والعمل على تعويض الباحثين حسب المبلغ المحدد لصنف المجلة، علاوة على تمويل عقد الندوات الوطنية والمؤتمرات الدولية التي لها صلة بالأولويات الجهوية والوطنية، وفق شبكة معدة لهذا الغرض تحدد أهمية الموضوع ومبلغ الدعم بعيدا عن كل الممارسات التي تسيئ إلى البحث العلمي الرصين.
إن هذه الإجراءات والتدابير هي مجرد غيض من فيض كثير تعد بمستقبل واعد لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، رأسمالها الأساسي التلاحم القوي بين كل مكونات الجامعة والمسؤولية المشتركة في اتخاذ القرارات والتوصيات. ومن ثمار كل ذلك تصنيف جامعة سيدي محمد بن عبد الله في المرتبة الأعلى في المغرب حيث تأتي ضمن النطاق 1001-1200 في أكبر إصدار من تصنيفات مجلة تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية لعام 2024، علما أنه أُجريت العديد من التحديثات على منهجية تصنيفات الجامعات العالمية لعام 2024 لتشمل مستويات غير مسبوقة من التوسع والتعمق والتفاصيل وتقييم البيانات مما يجعلها التصنيفات الأكثر دقة وقوة من نوعها في العالم.