فيضانات ليبيا : عاصفة دانيال تخلف أزيد من 2300 حالة وفاة في مدينة درنة و ما يقارب 10 ألف مفقود و انهيار سدين (رسمي) .
الجريدة العربية
أفاد أسامة علي ، المتحدث باسم “خدمة الإنقاذ والطوارئ” الليبية ، التي تسهر على عملية الإنقاذ في درنة منذ الاثنين ، أن الفيضانات تسببت في “أكثر من 2300 حالة وفاة” ونحو 7000 جريح في هذه المنطقة وحدها ، حيث يوجد أكثر من 5000 شخص في عداد المفقودين . وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) التابعة لهيئة الأمم المتحدة ، قد وصفت في وقت سابق ، أن “أحياء بأكملها من مدينة درنة اختفت ، وجرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين ، مما جعل الوضع كارثيًا وخرج عن نطاق السيطرة” .
و ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا بعد ظهر يوم الأحد، ولا سيما البلدات الساحلية في الجبل الأخضر (شمال شرق)، وكذلك بنغازي ، حيث أُعلن حظر التجول وأغلقت المدارس . ووصفت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية ، الأمر بأنه “كارثة ذات أبعاد كبيرة”.
فاجعة ليبيا : جثثت الضحايا في كل مكان .
وقال هشام شكيوات، وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في حكومة شرق البلاد، لرويترز إنه يتوقع حصيلة نهائية “فادحة للغاية” . و قال : “أنا عائد من درنة . وشهدت أن الوضع كارثي هناك . هناك جثث في كل مكان ، في البحر، في الوديان، تحت المباني ” . هذا وقدر عدد الجثث التي تم العثور عليها في درنة حسب ما أفادة هشام شكيوات ، بأكثر من 1000 جثة . مضيفا بكل حسرة : ” أنا لا أبالغ عندما أقول أن 25% من المدينة قد اختفت. انهارت العديد من المباني. ” .
ومع امتلاكها أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، انزلقت ليبيا في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وهزتها الانقسامات والعنف الدموي . و لمدة السنتين تقريبا ، تتنافس حكومتان على السلطة هناك ، حكومة عبد الحميد دبيبة في الغرب، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، و تلك التي يدعمها الجنرال المتقاعد المشير خليفة حفتر و تدعمها قوى إمبريالية على غرار فرنسا ، و هي التي أدخلت البلاد في مأساة دموية و تسعى للحكم بالقوة .
وخلال اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء تم بثه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون يوم الاثنين، أعلن الدبيبة “الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام”، مستحضراً “وحدة جميع الليبيين” في مواجهة هذه الكارثة . وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها “تراقب عن كثب الوضع الطارئ”. كما أعرب جموعة من القادة دعمهم لليبيا و الوقوف بجنبها لتجاوز هاته المحنة .
رحم الله الشهداء الذين توفوا جراء هاته الكارثة الطبيعية ، وعظم أجر الليبيين في هذا المصاب الجلل .