الطاهر بنجلون : ماكرون قلل من أدبه على جلالة الملك محمد السادس .
الجريدة العربية
لا شيء يسير على ما يرام بين المغرب وفرنسا منذ قضية بيغاسوس الشهيرة ، التي سميت على اسم برنامج التجسس الإسرائيلي ، هذا الذي يقال إنه تم استخدامه لالتقاط البيانات الشخصية للعديد من الشخصيات بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون . العلاقات سيئة للغاية لدرجة أن الرباط لم ترد التكيف بعد مع عرض “السلام العلني المشبوه” الذي قدمه ماكرون في فبراير الماضي . أما عن رحلة هذا الأخير إلى المملكة المغربية ، و التي أعلن عنها في نوفمبر 2022 ، وذكرها في العاصمة الرباط في شهر ديسمبر من نفس العام رئيس الدبلوماسية الفرنسية ، فما زلنا ننتظرها . و في هذه الأثناء ، هناك تفريغ رهيب لشخصية أدبية مخضرمة تحظى باحترام كبير على ضفتي المتوسط ، إنه الكاتب المغربي و الفرنكفوني الطاهر بن جلون .
تحدث الكاتب المغربي يوم الأربعاء 31 مايو 2023 في برنامج “حوارات مع آنا كابانا” الذي يبث على قناة i24NEWS . حيث قال : “كان ماكرون أخرقا جدًا جدًا . استخف بملك المغرب . أنا أعرف ذلك من مصادر موثوقة للغاية ” …
وقال إن ماكرون تحدى مباشرة ملك المغرب محمد السادس بشأن برنامج التجسس Pegasus الذي يُزعم أنه اخترق هاتفه . كان الملك المغربي سيرد عليه : “أعطيك كلمة الشرف التي لم أجعلك تستمع إليها” . وأضاف الكاتب أن رئيس الدولة الفرنسي سيكون عندئذ “يرد على شيء لا أستطيع قوله هنا” . كل ما يمكنه قوله هو أن ماكرون رد “بطريقة خرقاء للغاية” .
بالإضافة إلى ذلك ، شدد الأديب الفرنكفوني إلى انحياز ماكرون للجزائر ، حيث يراهن على حقيقة أن “الجزائريين سيتصالحون مع فرنسا بسهولة (…). لن يقدم الجزائريون أي شيء أبدًا . لن يتخلوا عن الريع التذكاري ” لكنهم سوف يتصالحون مع فرنسا بمجرد أن هاته الأخيرة ستولي اهتماما لحقبة الاستعمار ، لا أقل و لا أكثر …
و أضاف بن جلون مغرفة منه بتخليه عن أن باريس “تخلت عن الصداقة المغربية التقليدية” لصالح الجارة الشرقية ، وذهب إلى حد إلغاء منصب في قصر الإليزيه كان بمثابة جسر بين فرنسا والمغرب . و أضاف : “لقد ارتكب ماكرون خطأ استراتيجيا لفرنسا” .
يذكر أن الكاتب و الأديب الطاهر بنجلون قد كتب بالفعل عمودًا على موقع Le360 يتناول فيه فك رموز التوترات بين المغرب وفرنسا . من خلال صياغة كلامية قوية ، حيث قام بتطعيم المعلومات التي حصل عليها من مصادر مغربية “موثوقة للغاية” . كما أشار إلى محتوى حديثه في قصر الإليزيه مع بريجيت ماكرون .
و لم يرغب الطاهر بن جلون في قول المزيد ، ربما احتراما للصداقة بين الشعوب ، وأيضا لترك كل فرصة للمصالحة على رأس الدولتين ، و أي تقارب سيحدث لا محالة . لقد رأينا ما هو أسوأ في الماضي وكان ينتهي به الأمر دائمًا على طاولة المفاوضات .