لهن تنحني القامات ولأجلهن فليكتب المادحون كلماتهم، في حضرتهن تبدو كل حروف الأبجدية عاجزة، وتحت ظلهن نتعلم معاني التضحية من حكايات الوجع الممزوج بالصبر الجميل، وحتى لا ننسى أو نتناسى فالإسلام هو الذي جعل النساء شقائق الرجال، وساوى بين الرجل والمرأة في التكاليف، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وجعل من الزوجات آية، واعتبر الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا، قال تعالى: “وعاشروهن بالمعروف”، وفي سنة نبيه، قال: ” استوصوا بالنساء خيراً”.
والإسلام هو الذي كفل للمرأة كافة الحقوق الإنسانية والمادية والسياسية، وأعطاها ذمة مالية خاصة، وسمح لها بالتملك والبيع والشراء وأعطاها حقها في الميراث.
فالمرأة ليست بحاجة إلى يوم عالمي بقدر ما هي بحاجة فيه إلى اعتراف بإنسانيتها المسلوبة، وبحاجة لمحكمة لإنصافها وأمن لحمايتها إلى أن تعود لها مكانتها في الإسلام، والمشكلة ليست في الإسلام، المشكلة في من يعتبرون أنفسهم مسلمين، المشكلة في من لا يرى حجم إساءة الأزواج والآباء والإخوة للنساء، المشكلة في من لا يرى ابتعاد الشباب -الأزواج الجدد- عن الفهم الصحيح لمعنى الزواج وعلاقة الزوج بزوجته وواجباته ومسؤولياته تجاهها، أتمنى أن يكون إنصاف للمرأة في مجتمعنا الذكوري الذي بدأت تغيب عنه قيم الرجولة والشهامة والقدوة الحسنة، وهناك فروق كثيرة بين الرجال والذكور، وليس كل ذكر رجلاً، لأن كثيراً من الذكور اليوم يستعملون الماكياج ويلبسون السراويل الضيقة المسماة “البرميدا” وهؤلاء يجوز أن يقال لهم أيضاً في هذا اليوم: “كل عام وأنتن بلا خير”
حب المرأة سمة بشرية راقية جداً إن صدرت من أعماق النفس، وليست كلمة تلوكها الألسن دون رصيد.
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي:
في الفرق بين الحب والود:
الحب ما استقر في القلب
والود ما ظهر في السلوك
فكل ودود مُحب
وليس كل مُحب ودود.
وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقول:
“إن النساء شياطين خلقن لنا، نعوذ بالله من كيد الشياطين”
فنهره عمر وقال:
“إن النساء رياحين خلقن لنا، ومن لا يهوى شم الرياحين”