ثقافة و فن

هدية الفايسبوك, حبيبة العمر .

بقلم لحسن كوجلي ( الحلقة الأولى )

بينما أنا في فراش ليلة ساكنة، اتصفح منصات المواقع التواصلية، إذا برسالة نصية تصلني عبر هاتفي المحمول، قال المتحدث فيها إنه امرأة تريد التعرف علي، خلت الأمر أكذوبة في بادئ الامر، واعتبرت الرسالة استمرارا لمثيلاتها التي تصلني من فينة إلى أخرى من أناس يحاولون إيقاعي في شباك الهوى المزيف . و من أجل طمأنتي انصرف المتصل في إرسال مشاهد مصورة لأجزاء من جسده، كالقدم واليد لتبث حسن نيته، وحيث أني لم أكن أخسر شيئا من ذلك الحوار، انصرفت في امتحان محاوري إلى أن صار لي اليقين من صدقه، و علمت بعدها بانه فعلا أنثى، وهي من طبقة اجتماعية عليا، متزوجة من شخصية محترمة.

من أجمل ما في الصديقة الجديدة، ، حسن الخلق و جمال الصورة. وتكرراها القول، بأني اول من اخترق فؤادها حبا، رغم أنها لم تسعى يوما بأن تظهر لي ذلك العشق، كان مصدر تخوفي و علامة استفهام حائرة. و مما يقلقني في الأمر كله، أنه مع تقدم الأيام، أجد نفسي حبيس التفكير في هذه المرأة، أو بالأحرى مجنونها، وكان فعلا طرد هذه الفكرة من رأسي في غاية الصعوبة.

و مما أحرق فؤادي بالنار السموم ، أن جميلتي لا تكثر الحديث معي، وعندما تتكلم تقول عني أحلى الكلام وأعسله. و بعد غياب شبه بطويل ، اتصلت بي، و أبرمت معي موعد لقاء في أحد المطاعم خارج حدود مدينتي. كان الوقت عصرا، وجدتها في كامل الحسن والجمال، أطلت علي من سيارتها الفخمة كالبدر في عز منيره، أشارت إلي، وصعدت إلى جانبها، كان سلامنا باليد فقط. ونحن نمضي صوب المطعم، كانت وساوسي تخشى من أن يكون في الأمر خطة ما تسعى إليها الحبيبة سعيا. و مع تقدمنا في الحديث، أمحى كلامها من بالي كل الخوف، وهكذا أفقدني وجودها وحسنها السيطرة على معاجمي النطقية، وانصرفت في إظهار عشقي لها، علها تميل إلي وتسقط بين أحضاني، لكن ذلك لم يحصل للأسف.

خلال عودتنا في السيارة، عقدت العزم على أن أخد منها ما يريح نفسي، من قبلة وعناق، إلا أنه كلما حاولت ، وجدت اعتراضا في تحقيق ذلك، و بقدر ما لم أكن اقوى على تحمل مشاق ما كنت عليه من خصوبة شعور، بقدر ما كنت أعمل على تخفيف أثقالي من خلال أخد لمسات جانبية منها، أو وضع رأسي على كثفها، أو شيء من هذا القبيل.

ما أجمل أن تجلس إلى جانب حبيبة تسوق بك سيارتها نحو المجهول، تكون في معاملتها معك بغاية الإحسان واللطف و الكرم، تقتني لك كل ما تشتهي نفسك… يتبع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....