” نهيق و ركل ” ديبلوماسية الجيران أرعب الأرمادا الإسبانية و ارتعدت منه قبيلة أوروبا .
الأستاذ بوحافة العرابي – رئيس هيئة التحرير .
استيقظت القارة العجوز على إيقاع خرق الجزائر لبنود معاهدة الصداقة مع إسبانيا ، بسبب اقتراب المملكة الأيبيرية أكثر من المغرب في قضية ملف الصحراء ، و دعمه بدون قيد أو شرط في قضية ادعت الجمهورية العسكرية الجزائرية أنها لا تشكل فيها طرف نزاع ، و إنما داعمة لحق الشعوب في التحرر من الاستعمار . بيد أن الواقع ( دائما ) كشف عن سوءة بني ” كرغل ” المفضوحة ، و التي لا تتوارى عن العيان بسبب الجهل المركب و النفوق الدبلوماسي للجوقة العسكرية التي يقودها المايسترو الطعارجي شنقريحة ، أو المدنية التي يقودها نافخ الكير عبد المجيد طب……. ( أستحي أن أقولها ) .
فما بين الأمس القريب و اليوم مجال مفتوح لسرد حكاية ” الكرغلي ” الذي استلذ بتعذيب شعبه ، خلال عشارية سوداء ذاق فيها الإخوة الجزائريون ما لم ينالهم في مئة و ثلاثين سنة قضوها تحث وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم . إذ تنكر الكرغلي صاحب الزي الأخضر تارة و المزركش مثل بوبريص تارة أخرى ، لانتخابات صوت فيها الشعب لنيل حقه الطبيعي في اختيار من يحكمه من أبناء الشعب . فزور قدر ما استطاع ، و غير و أخفى صناديق الاقتراع ، لكنه ما وصل الى هدفه ، لتسقط الجزائر في حرب الإرهاب الذي حكى عنه الإعلام في كل البقاع …
بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات في بداية التسعينيات ، رفض الجيش الشعبي الجزائري أن يجر من تحته بساط الحكم ، الذي يمنحه صك الغفران للاستيلاء على مداخيل الغاز التي لا تعد ولا تحصى . ففوز الاسلامين حينئذ سيكون بمثابة البداية لمؤسسة مدنية ، و نهاية دراماتيكية للقشلة العسكرية التي قامت إبان الشيوعي بومدين …
رفض الجيش للديمقراطية جعله ينزلق بالبلاد لعشر سنوات عجاف في حرب أهلية ، انقسم فيها القماش الجزائري على ثلاثة فرق : جيش الجنرالات ، أصحاب اللحى ، و الشعب الأعزل . فانفرد الفريق الأول و الثاني بخصم مدني لا حول له و لا قوة . نكلوا به و استحيوا نساءه و قتلوا منه ما استطاعوا . فكان صاحب اللحية الذي سماه العسكر إرهابيا , يشير إلى القتلى بأنهم خونة . بيد أن العسكري الذي يسمى عند أهل اللحى بالطاغوت , يقول بأنه يقتل من يأوي الإرهاب . حكم على الشعب الجزائري الضعيف أنذاك بالموت بأي حال من الأحوال , لا هو برحمة العسكر الشعبي الذي من المفروض عليه حماية مواطنيه , و لا هو سالم من ( إرهابي ) هو أصلا من أبناء الشعب الذي جند ليقتل أخوه و عمه و خاله و أيه و كل من هب و دب بعد صلاة المغرب التي فرض على الشعب لسنوات قضاء صلاتها في البيوت بدل المساجد .
الكل ” مقرقب ” العسكر و الإرهاب , و الضحية هي الجزائر التي ضحت بشهدائها من أجل الاستقلال الفرنسي , فإذ بها ترى دماء أبنائها تسيل مرة أخرى على يد الأحفاد من جيش و مدنيين أطلق عليهم جزافا إرهابا .
واقع حال الجزائر الآن لا يختلف بتاتا عن جزائر الاستعمار أو جزائر سنوات الإرهاب و العشرية السوداء . فذاك قطع الرؤوس و هذا يقطع الأرزاق .
إن لسان حال الجزائر في يومنا هذا لا يكف عن البكاء لما كانت عليه حال البلاد و العباد , و ما زالت عليه إلى حدود كتابة هاته الأسطر . فالحكومة الجزائرية التي شكلت في تحولها السياسي المعاق حجرة عثرة أمام كل تطور أو تقدم كان بإمكان البلاد معرفته , بدأت كما يقول المثل المغربي ” تتعلق فين تتفلق ” . فسياستها المبنية على ” من نقل انتقل ” جعلتها تخسر الترتيب العالمي المخصص للدبلوماسية الفعالة , بعد أن نقلت الفتات و جعلت على رأس هيئتها الخارجية عجوزا لا يحسن من القول إلا ترديد ما كتب له بأسلوب ركيك مبتذل , أو لباس قر كسى به خرقته في حر و جاب به البلدان و أضحك فيه ” العديان ” , فبدى بشكل ما أتى به من سلطان .