بقلم الأستاذ إدريس زياد .
في ليلة الزفاف، اختلت الأم بابنتها العروس لوداعها، طلبت منها الاتكاء عليها وإسناد رأسها على صدرها، أخذت تداعب خصال شعرها بلطف، وهي تقول لها: يا بنيتي هذه الساعات هي آخر عهد بينك وبين الانتقال إلى الحياة الزوجية، اسمعي مني يا حبيبتي بعض النصائح ، قد تكون سبباً في دوام هذه العلاقة وبناء بيت السعادة…
اعلمي أن الإلحاح في الطلب، سلاح المرأة الفتاك، هو أقوى من سرب طائرات من دون طيار، اجعليه جزءاً من حياتك، تحصلي على مبتغاك في فترة زمنية قصيرة…
اعلمي يا غاليتي أن النظافة الزائدة في المنزل وسوسة من الشيطان، الذي أمرنا الله بمخالفته وطرده بالتعوذ، والتفل يميناً وشمالاً…
اعلمي يا روحي أن المرأة النكداء نعمة من الله على الأزواج، فهي تقربه من والدته أكثر، وتزيد صلته بالله، وتجعل لسانه رطباً بذكره والدعاء إليه بأن يريحه من الشقاء…
اعلمي يا مهجة فؤادي أن قائمة مستلزمات البيت مقدسة، لا تتنازلي عن أي عنصر فيها، فور وصول زوجك إلى البيت، سارعي نحو أكياس التبضع، وتفقدي الأغراض، وتأكدي من اكتمال النصاب، و انهريه إن نسي ضميمة بقدونس أو ربطة نعناع…
حبيبتي إن رأيت زوجك متضايقاً ، منزعجاً، مهموماً، فزيدي عليه البلاء وشدي عليه في الحديث، فهي لحظة ضعف وجب استغلالها…
أمه يا ابنتي عدوة، لا تنفع معها كل حيل التقرب وكل وسائل التودد، فاقصري الطريق ولا تحاولي، وأريها العين الحمراء من أول يوم، تفلحي وتنجحي…
الأكل خارج المنزل يا حبيبتي أشهى وألذ، احرصي على زيارة أشهر المطاعم كل أسبوع، تحججي بوجع الرأس مرة، وآلام المفاصل مرة أخرى، لتتهربي من الطبخ والوقوف لساعات خلف الطناجر والفرن في المطبخ…
المال الزائد في يد الزوج، يفسد أخلاقه ويكون سبباً في أن تصبحي الزوجة رقم واحد، احرصي على تبديده وشراء كل ما لا يلزم، فتكديس المال وكنزه منهي عنه شرعاً…
بعد سبعة أشهر على الزواج، عادت المرأة إلى بيت والديها تجر الحقائب والأحزان، جلست في نفس المكان الذي جلست فيه مع والدتها ليلة العرس، سألتها بصوت مخنوق والدمع على وجهها، زوجي طلقني يا أمي ولا أعرف ما السبب، والله إنني طبقت جميع ما أوصيتني به.