مونديال قطر 2022 : المغرب يخسر “بصعوبة” بطاقة التأهل إلى النهائي ضد فرنسا .
الجريدة العربية
لن يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم المباراة النهائية لكأس العالم 2022 , بعد خسارته مساء يوم الأربعاء أمام حامل فرنسا حامل اللقب بنتيجة (2-0) . ليتبقى له مكان أخر في كتابة سطور و صفحات التاريخ حينما يذهب للبحث عن المركز الثالث ، حينما سيواجه أسود الأطلس منتخب كرواتيا يوم السبت في مبارة الترتيب .
و فشل المغرب في الصمود أمام فرنسا في مبارة نصف نهائي كأس لعالم , و التي أقيمت على ملعب البيت , حيث خسر الأسود 2-0 . و تميزت الجولة الأولى من اللقاء بحيازة المنتخب المغربي الكرة لصالحه . و لم تفرض فرنسا الضغط في بداية المباراة ، و فضلت دفع الأسود للخطأ قبل الرد . حيث سقط الدفاع المغربي في المحظور , تكتيك “مدفوع الأجر” ، حين أضاع جواد الياميق تدخلًا أمام جريزمان في الدقيقة الخامسة , ليستغلها البلوز لشن هجومهم الأول و و بالتالي التسجيل مبكرا ، عبر ثيو هيرنانديز في الدقيقة الخامسة من عمر المباراة .
ورد منتخب الأسود في الدقيقة التاسعة بتسديدة “حلوة” من عز الدين أوناحي الذي اقترب من التعادل لولا هوغو لوريس . ثم سمحت فرنسا للمغرب بالتقدم لإزاحة الحاجز الدفاعي و إحداث أخطاء أخرى و بالتالي خلق هجمات مرتدة .
في الدقيقة 21 ، تم استبدال رومان سايس و عوضه سليم أملاح , الذي انضم بشكل تقني لتعزيز خط الوسط . ازداد التوتر مع مرور الدقائق . مما أجبر الفرنسيين على الضغط ، واندفعوا مثل الأسهم بمجرد أن تعافت خطوط منتصف ميدانهم . من خلال التنازل عن الكرة لأسود الأطلس ، خلق المعسكر المغربي ارتباكًا في في عمق الفريق الفرنسي ، حيث كان خط الوسط غير قادر على بناء الهجمات ، و شارك امرابط و أوناحي و أملاح و زياش و حكيمي في المراقبة وعزل لاعبي الوسط الفرنسيين . حيث شهدت نهاية الفترة الأولى قيام الأسود بأخذ زمام المبادرة و خلق الخطر ، خاصة من خلال الكرات الثابتة . وهكذا وقع الياميق على أوضح فرصة لصالح المغرب ، بمقصية رائعة ، لكن الكرة اصطدمت بالقائم الأيمن للحارس لوريس .
بعد عودته من غرفة تبديل الملابس ، أرسل وليد الركراكي يحيى عطية الله إلى أرض الملعب بدلاً من نصير مزراوي الذي خسر العديد من الثنائيات في الشوط الأول . مع وضع الأجنحة عند مدخل وسط الميدان الفرنسي ، بدأت الحيازة المغربية تؤتي ثمارها خلال هذا الفصل الثاني من ملحمة نصف انهائي . في المقابل ، اقترب عطية الله و النصيري و الحكيمي من التعادل ، لكن افتقارهم إلى الدعم حال دون ذلك .
و نجح المغرب بالفعل في التسلل إلى عمق الدفاع الفرنسي بسهولة أكبر ، بفضل التوليفات الرائعة التي حققها ثلاثي زياش- أوناحي- حكيمي على الممر الأيمن حيث يتواجد مبابي و هيرنانديز . و في الدقيقة 66 لعب المدرب وليد بطاقتين هجوميتين جديدتين بإدخالات عبد الرزاق حمد الله وزكريا أبو خلال بدلاً من النصيري و بوفال . و سيطر منتخب الأسود على الكرة دون أن يتمكن من تحقيق الهدف , و بدأت فرنسا تستغل بذكاء عيوب الدفاع المغربي المتقدم في محاولة لتعميق النتيجة . و بعد الدقيقة 70 ، اتخذت الكتيبة المغربية معنى فريدًا ، حيث استدارت الأسود بشكل كامل نحو قفص الحارس الفرنسي . مما جعل الهجمات المرتدة لمبابي و تورام تضاعف النتيجة عبر رندال في الدقيقة 79 .
و تبلورت الدقائق العشر الأخيرة على وجه التحديد بعدم وجود حلول هجومية للأسود ، الذين وجدوا أنفسهم غير مسلحين ضد الخصم الذي تراجع كليا للدفاع ، على الرغم من الإرادة العظيمة لأوناحي و رفاقه . وأخيراً ، أطلق الحكم صافرة نهاية المغامرة المغربية الأسطورية في مونديال قطر 2022 ، و هي ملحمة ستبقى محفورة إلى الأبد في أذهان المغاربة و العرب و الأفارقة .
و لا يزال بإمكان أسود الأطلس ، الذي يعتبر أول فريق عربي و أفريقي يصل إلى هذه المرحلة من المسابقة ، أن يطمح إلى احتلال المركز الثالث يوم السبت المقبل في تمام الساعة 4:00 مساءً أمام كرواتيا في النهائي “الصغير” .
وستلتقي فرنسا مع الأرجنتين يوم الأحد 18 ديسمبر الساعة 4:00 مساءً في نهائي كأس العالم ، و الذي حقق نجاحًا كاملاً من حيث التنظيم و جودة المباريات التي قدمتها المنتخبات المشاركة خاصة المنتخبات العربية ( المغرب , تونس و السعودية ) .