عالم المهجر

منظمة ألمانية غير حكومية تقدم شكوى ضد زعماء أوروبيين لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية و ضد المهاجرين .

بوحافة العرابي * – الجريدة العربية

أعلن المركز الأوروبي للحقوق الدستورية و حقوق الإنسان منتصف الأسبوع الجاري ، أنه تقدم بشكوى ضد زعماء أوروبيين أمام المحكمة الجنائية الدولية تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية . و تتهم المنظمة غير الحكومية هؤلاء القادة بالتعاون مع ليبيا لاعتراض المهاجرين في عرض البحر على الرغم من مخاطر الانتهاكات التي يواجهها المنفيون في البلاد .

و قدم المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان (ECCHR) ( و هو منظمة ألمانية غير حكومية , تدعم من المنظمة غير الحكومية Sea-Watch ) , شكوى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية (ICC) , دعوى رفعت ضد العديد من المسؤولين الأوروبيين ، والتي أعلن عنها يوم الأربعاء 30 نوفمبر ، .

ومن بين المستهدفين في الشكوى وزير الداخلية الإيطالي السابق ماتيو سالفيني ، ورئيس وزراء مالطا السابق و الحالي روبرت أبيلا و جوزيف مسقط ، و الرئيسة السابقة للدبلوماسية الأوروبية ، فيديريكا موغيريني .

و يرى المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان أن السياسة الأوروبية المتمثلة في دعم خفر السواحل الليبي المسؤول عن اعتراض المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر الأبيض المتوسط ​​ثم إعادتهم إلى ليبيا ، جعلت هذه الشخصيات مسؤولة بشكل غير مباشر عن أعمال العنف و الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في بلاد العودة . حيث يتم إرسال المهاجرين ، الذين يتم اعتراضهم في البحر من قبل خفر السواحل الليبي ، بشكل منهجي إلى مراكز الاحتجاز ، و هناك يعانون من العنف الجسدي و الجنسي و الحرمان من الطعام والتعذيب .

و أكد المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان في بيانه الصحفي الصادر يوم الأربعاء 30 نوفمبر الثاني أنه على الرغم من علمهم بهذه الجرائم ، فقد كثف مسؤولون من وكالات الاتحاد الأوروبي و كذلك إيطاليا و مالطا تعاونهم مع ليبيا لمنع اللاجئين و المهاجرين من الفرار من ليبيا عن طريق البحر . و تضيف المنظمة غير الحكومية : “يميل هذا الدعم وهذا التعاون إلى إظهار الدور الحاسم الذي يلعبه كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في حرمان المهاجرين واللاجئين الفارين من ليبيا من الحرية” .

و يدعو المركز الأوروبي للحقوق الدستورية و حقوق الإنسان وسي واتش , المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في معطيات التعاون هذه بين الجهات الأوروبية والليبية وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة . كما تدعو المنظمتان غير الحكوميتين إلى إنهاء تمويل برامج التعهد الحدودي الأوروبية التي تعتمد ، على دعم و تدريب خفر السواحل الليبي . كما دعوا إلى إنشاء برنامج بحث وإنقاذ مدني أوروبي يتم تمويله من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (EU) .

و يشار إلى أنه تم اعتراض حوالي 100 ألف مهاجر قبالة سواحل ليبيا و إعادتهم إلى البلاد منذ عام 2017 ، عندما تم توقيع اتفاق بين ليبيا وإيطاليا لمكافحة الهجرة غير الشرعية . بالإضافة إلى إيطاليا ، دفع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2015 أكثر من 500 مليون يورو لحكومة طرابلس لمساعدتها في الحد من مغادرة المهاجرين إلى أوروبا .

و على الرغم من الأدلة المتزايدة على حالات إساءة معاملة المهاجرين في ليبيا ، لم يوقف الاتحاد الأوروبي مساعدته المالية لهذا البلد الشمال إفريقي . و الأسوأ من ذلك ، اعترف الاتحاد نفسه في تقرير سري تم تقديمه في وقت سابق من هذا العام بأن السلطات الليبية قامت “بالاستخدام المفرط للقوة” ضد المهاجرين و أن بعض عمليات الاعتراض في البحر الأبيض المتوسط ​​تم تنفيذها ضد الأنظمة الدولية .

في عام 2021 ، اتهمت منظمة العفو الدولية الاتحاد الأوروبي بـ “التواطؤ” في الفظائع المرتكبة على الأراضي الليبية ضد المهاجرين الذين تمت إعادتهم . و نادت مجموعة من المنظمات غير الحكومية ، مثل الأمم المتحدة ، بخلق نظام يحث الدول الأعضاء على “تعليق تعاونهم بشأن الهجرة وضوابط الحدود مع ليبيا” , و لكن النداء كان بدون جدوى و لم تسفر عنه أي نتائج .


*رئيس هيئة التحرير و النشر بالجريدة العربية .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....