ثقافة و فن

مكالمة هاتفية .. للكاتب أبو بكر عباس المحامي .

قسم التحرير العربي بجمهورية مصر العربية .

بقلم : الكاتب المصري الأستاذ أبو بكر عباس المحامي .

(مكالمة هاتفية )
بيني وبين أحد الاصدقاء
***السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال :اخبارك ايه يا معالي النقيب
رددت :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله يا فلان بيه أخبار سيادتك ايه والاسرة الكريمة جميعا
قال تمام ياباشا زي الفل
ثم استدرك قائلا بقولك ايه …؟
قلت له :اتفضل ياباشا قول…؟
سألني :يعني مش بتدلي بدلوك في الأحداث التي تشهدها الساحة ….؟
أجبت: والله ياباشا كان بودي لكن انت عارف انا لست من هواة الهري ههههههههههه
قال مازحاً : في أديب يقول هري هههه
قلت اه انا دا .نعت لما يقوم بيه بعض السادة اللي عندهم فراغ
تسائل اللي بيضيعوا وقت يعني …؟
قلت :لا ..ثم
استدركت: اقصد اصحاب الفراغين فكري وفراغ وقت
قال:اوبا دا الموضوع كبير
قلت :امال ااااااايه بصوت الاستاذ الديب ههههه
(بنبرة ساخرة لا تخلو من المزاح)
اولا :من وجهة نظري المتواضعة
محاكمات البث المباشر دائما يقع فيها كثير من الأخطاء
التي ربما بعضها يبطل المحاكمة او يجعل الحكم
محل لطعن سديد بالنقض او يكون سبب من أسباب الرد
خصوصا
اذا ما افصح عن عقيدة مكونة مسبقا او رأي شخصي
او اي شئ ينال من مبدأي الحيدة والتجرد فيصبح المتهم امام خصم يجد في نفسة عليه شئ من حنق او غضب
.هو ذاته الَحكَم الذي يقدر اوجه الرأفة ويستبين الظروف المخففة من المشددة دون الميل قيد أنملة عن جادة الصواب
(وهنا ربما تصاب العدالة في مقتل)
وكلنا بشر وهذا وارد خصوصا في مثل هذه الاجواء
وقضايا الرأي العام شائكة ويزيد المشهد تعقيد بتدخل الإعلام وضغط الرأي العام
(الذي يضع القوانين ويقوم بثورات ويغير حكومات)
اما القاعدة في الأحكام عموماً
قوله تعالي إن الحكم إلا لله صدق الله العظيم
وما يشفع في ذلك أن تكون المحكمة
تصبو الي تحقيق اهم غرض من غرضي العقوبة ألا وهو الردع العام …عصمة للارواح والاعراض والاموال
^ واحباط الجريمة في نفس الجاني^ وهذا من وجهة نظر من يُغلب الصالح العام ويراي انه اولي بالرعاية والحماية اذا ما وضعنا في الاعتبار ان هناك درجة أخري من درجات التقاضي
محكمة الطعن إن جاز التعبير
تاخذ فيها القضية حقها من الناحية الفنية بعد مرور الوقت وامتصاص غضب الرأي العام وفتور الزخم الإعلامي
وهنا يحدث المعتاد من مطالعة عن بصر وبصيرة وتمحيص
ليهلك من هلك عن بينةً ويحي من حي عن بينة
وبذلك تكون القضية مرت بمرحلتي العدالة الناجزة
والعدالة المحايدة وبذلك تتحقق العدالة المرجوه

ثانيا انا مثل الجميع لا أملك قصاصة ورق من أوراق القضية
ولكني أكثر الناس تورع عن الفتوة
( من افتي بغير علم قتل بغير سيف)
هذه قاعدة عندي
ولست من مرضي البث المباشر ولا عندي هوس اللايكات
ولا ابحث عن شهرة واحترمي لذاتي
يجعلني امين مع نفسي قبل الناس لا أدعي علم اجهله
من أجل لفت الانتباه
والثالثة: يقول المتصوفين (من ذاق عرف)

إقرأ لنفس الكاتب : الفن رسالة سامية ..

والراسخ لدي انه من يسقط بفعل القدر او النفس أو شياطين الإنس والجن تحت رحي صروف اليالي ويقدر الله عليه بظروف او محنه ويخوض هذه التجارب القاسية
يعذر الناس ولا يخوض في دماء او عرض او ستر ستر الله به عباده ويتورع عن لوم أهل البلاء
والابتلاء ويسال الله العافية
ويحمد الله علي نعمه ويشكر فضله
ليست جراح الناس واحزانهم مادة للباحثين عن الشهرة من السفهاء .ولا مدعي العلم من المتنطعين
ولكنها موعظه لنا جميعا واختبار لأهلها
تعلمت من المحاماة
ان انظر بعمق وتمعن ولا يسبق لساني عقلي
تعلمت :انه ربما يكون القاتل بطل والمقتول مجرم
(في حالة الدفاع عن النفس والعرض )
وان ليس كل الشهود يقولوا الحق فمنهم
الموتور وصاحب المصلحة والخصم الكائد والقريب الحاقد والجار الحاسد والغريب الصادق والقريب المشفق والمحب المخلص إلا أن( الحق احق أن يتبع)
كما جاء في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم
ولا يجرمنكم شنأن قوم علي ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوي صدق الله العظيم
نسأل الله لنا ولهم الهداية
وملخص ما تعلمناه من المحاماة
أن لكل قضية ملابسات وظروف وان معظم كلام الناس
اساطير من وحي الخيال والاهواء والمشاعر
تختلف تماماً عن ما تحتويه الأوراق وربما الأوراق لا تحمل الحقيقة ولا يعلم الغيب إلا الله
وإن قضايا الرأي العام التي تنتفخ بأبواق
السوشيال مديا والاعلام
سرعان ما تنكمش امام محكمة النقض والإعادة
انتبهت الي ان صديقي صامت منذ فترة
قلت له انت روحت فين …..؟
قال انا معاك والله وصدقت واحسنت
قلت له مداعباً :انا افتكرتك زهقت من كتر الكلام
قال لاء والله منصت
قلت له :شاكر حسن الاستماع وسعة الصدر
و انتهت المكالمة
بتبادل تحية الوداع
مكالمة عن قضايا الرأي العام
حدثت بالفعل

بقلم الأستاذ أبو بكر عباس المحامي .
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....