مشروع استراتيجي عملاق يعزز الربط الطرقي بين الرباط والدار البيضاء بتعاون صيني

الجريدة العربية – الرباط

تشهد المملكة المغربية في ظل الحكم الشريف لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، طفرة في المشاريع الكبرى للبنية التحتية، تعكسها ديناميكية متسارعة في تحديث وتوسيع شبكات النقل . وفي هذا السياق، فاز مؤخرًا تجمع شركات صيني بعقد استراتيجي لبناء جسور علوية على الطريق السيار الرابط بين الرباط والدار البيضاء، وهو محور حيوي ضمن شبكة الطرق المغربية.

وقد تم اختيار مجموعة Shandong Gaosu Luqiao International لتنفيذ مشروع بناء جسرين يمتدان فوق واديي المالح ونفيفيخ، باستثمار يقدر بـ 6,18 مليار يوان صيني، أي ما يعادل حوالي 8,28 مليار درهم مغربي. ويأتي هذا المشروع ضمن خطة أوسع تهدف إلى تحسين تدفق الحركة المرورية بين أكبر مدينتين في البلاد وتعزيز كفاءة الشبكة الطرقية.

ويتميز المشروع بتحديات تقنية كبيرة تتطلب خبرة هندسية عالية، حيث ستستمر أعمال البناء لمدة 28 شهرًا، مع اعتماد مواد عالية المقاومة لضمان صلابة وديمومة المنشآت في مواجهة العوامل البيئية والضغط المروري المرتفع. ويهدف هذا النهج إلى توفير بنية تحتية قوية تلبي احتياجات التنقل على المدى الطويل.

ويعزز هذا العقد الجديد حضور Shandong Gaosu Luqiao International في المغرب، حيث سبق لها أن ساهمت في إنجاز مشروع القطار فائق السرعة (TGV). حيث يعكس هذا التعاون المتجدد عمق الشراكة المغربية-الصينية في قطاع البنية التحتية، واهتمام الشركات الصينية المتزايد بالمساهمة في تطوير الشبكة الطرقية في المملكة المغربية.

ويمثل هذا المشروع خطوة إضافية في رؤية المغرب لتطوير بنيته التحتية وتعزيز مكانته كمركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية، كما ينسجم مع الدينامية الإقليمية التي يشكل فيها الاستثمار الأجنبي رافعة أساسية لتحويل المحاور الاقتصادية الكبرى.