حوادث و متفرقات

طاطا..مسجد أكجكال بين السرقة ونفي الواقعة: أين الحقيقة؟

الجريدة العربية ـ الرباط

شهدت منطقة أكجكال بإقليم طاطا جدلًا واسعًا عقب الأنباء المتداولة عن سرقة مسجد أكجكال، حيث أفادت مصادر محلية بسرقة ست زرابي ومروحة هوائية، بالإضافة إلى بعض الممتلكات الأخرى. الحادثة أثارت ردود فعل متباينة بين أطراف مختلفة، وسط تضارب الروايات ومحاولات نفي أو تأكيد وقوع السرقة.

بحسب تصريحات المكلف بالمسجد وشهود عيان، فقد تم اكتشاف السرقة عند اقتحام مجهولين للمسجد، حيث عُثر على الأبواب مكسورة والمحتويات مفقودة. وأكد الحاضرون، ومن بينهم عناصر الأمن الوطني وعون السلطة وسكان الدوار، أن الأمر لا يقتصر فقط على اقتحام عادي، بل هو سرقة موثقة بشهادة العيان.

أحد الفاعلين الجمعويين الذين حضروا إلى عين المكان منذ الوهلة الأولى شدد على ضرورة الإعلام المهني والمصداقية في نقل الخبر، منتقدًا محاولات البعض طمس الحقائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما دعا إلى إعادة فتح المسجد بعد إصلاحه بدل إبقائه مغلقًا بشكل نهائي منذ إغلاقه بسبب جائحة كورونا.

في المقابل، نفت الجمعية المسيرة للمسجد وقوع السرقة، مؤكدة أن جميع الأثاث والزرابي ما زالت في مكانها. وأشارت إلى أن المؤذن ربما تسرّع في تصريحاته، خاصة أنه لم يزر المسجد منذ شهرين. وأضافت الجمعية أن بعض القاصرين ربما دخلوا المسجد بحثًا عن الحمام، وهو ما قد يكون سبب الالتباس. كما أكدت أن المسجد مغلق منذ يناير 2020 بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بسبب خطورة انهياره.

أثارت هذه القضية نقاشًا محتدمًا بين المدونين والناشطين على منصات التواصل. البعض اعتبر أن شهادة الشهود كافية لإثبات السرقة، محذرين من محاولات التلاعب بالروايات بهدف طمس الحقيقة. كما انتقد آخرون الضغط الذي تعرض له الصحفي الذي نشر الخبر، معتبرين أن محاولات نفي الواقعة لا تخدم سوى المجرمين وتشجع على تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد قدسية بيوت الله وتثير القلق في صفوف المواطنين

هذا و تبقى مسألة أمن المساجد والحفاظ على ممتلكاتها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، سواء الجهات الرسمية أو المجتمع المدني. فالمساجد ليست مجرد أماكن عبادة، بل هي مراكز تجمع روحي وثقافي، مما يستدعي مزيدًا من اليقظة والتنسيق لحمايتها من أي انتهاك أو استهداف. كما أن التعامل مع مثل هذه القضايا يجب أن يكون بمنتهى الشفافية والحياد، وحده تحقيق نزيه وموضوعي من قبل الجهات المختصة كفيل بإجلاء الحقيقة، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى