مجرد رأي : بلادنا إلى أين؟
الجريدة العربية – لحسن كوجلي
بات الحال النفسي للكثيرين في بلادنا يطرح أكبر علامة استفهام على الاطلاق، مما يستدعي معه تدخلا عاجلا، يقضي إلى فهم ماذا يجري بالضبط.
السؤال المطروح بغرابة في موضوع ذي صلة، هو كيف للمغرب المعاصر، الذي قفز خطوات كبيرة نحو النماء ببالغ العظمة و البهاء، أن يغفل عن معرفة أسباب تدني مستوى الكثير من أفراده و جماهيره المغيبين عن الواقع، الذين عوض اكتسابهم للمهارات الفكرية و الصناعية و الإبداعية، لبلوغ أفق المساهمة في صناعة هذا التقدم، نجد أنه لا شغل لهم إلا إثارة النعراث و إدارة المكائد لبعضهم البعض، تحت العنوان الأجوف، النضال من أجل محاربة الفساد.
بشديد العطف، أتساءل إن كان لصناع القرار في بلادنا، واسع الإدراك و الحيلة، و شديد الرغبة في مواجهة هذا المد المخيف والقدرة على تطهير الساحة من هكذا ضعف وجهل، بما يجنب إثارة الأزمات و الضيق على العباد.
وسط تعاظم هذا الفكر المظلم، و توسيع دائرة الجهل، وانتشار مرض الحقد والحسد وكراهية الأخر، و تعميق فجوة الثقة بين الفقير والغني و المواطن والمسؤول و المنتخب، أشفق على كل من لا يزال يحلم بحمل أمل تدبير الشؤون و إدارة المسؤولية في بلاد تغيب لدى بعض أفرادها ثقافة الاحترام والتقدير، و الاعتراف بالجميل ..
من أكبر التحديات في نظري، التي تواجه الجيل القادم من المسؤولين في هذا الوطن الغالي و القوي بملكه و مؤسساته ، هو كيف باستطاعتهم العبور نحو عالم التقدم والتطور بالاعتماد على مواطن يتملكه الكثير من الغضب، و يعتريه شديد الضعف و الانكسار النفسي ؟