ثقافة و فن

مؤمن عزالدين : الأدب القضائي طريق جديد في الأدب سلكه لنا المستشار المري .

قسم التحرير العربي بجمهورية مصر العربية .

حينما قرأت بعضًا من كلمات أحد القضاة في أحد القضايا المهمة، ثم بحثت عن الفيديو المصور للكلمة الكاملة لهذا القاضي، فوجدت نفسي أمام أحد الفقهاء في اللغة والقانون، لغة سليمة مائة بالمائة، ومخارج الحروف نتعلم منه نطقها، كاريزما، وثقة بالنفس، وتواضع غير مسبوق، فوجدت نفسي أمام المستشار “بهاء الدين المري” رئيس إحدى محاكم الجنايات.. أحد فقهاء القانون في ذلك القرن بلا شك، والذي كان سببًا أوليًا في أن نقع بين يديّ نوع جديد من الآداب، وهو الأدب القضائي…

فلقد خطّت أنامل سيادته نوعًا جديدًا من الأدب تحت ذلك المسمى، فقد حصد العشرات والعشرات من القضايا المهمة جدًا والذي شغلت الرأي العام وقتها منذ حادثة “دنشواي” الشهيرة التي وقعت عام ١٩٠٦م، حتى وصل إلى بعض القضايا التي نعيشها في أيامنا هذا، جامعًا أحداث القضايا والوقائع، ومرافعات المحامين وأعضاء النيابة العامة، وكلمة القضاة وقتها، فتناول الجانب الأدبي لكل قضية منهم، لذا لم يضع أي قضية مهمة شغلت الرأي العام في وقتها في ذلك موسوعته الشهيرة “هكذا ترافع العظماء”، بل وضع القضايا التي رأى فيها جانبًا أدبيًا مهمًا لا بد أن يتناوله رجال القانون ليتعلموا منه فنون اللغة العربية ممزوجة بالقواعد القانونية، وكذا رأيته لم يتناول قضية كقضية “ريا وسكينة” الشهيرة جدًا والذي تحدث عنها العالم كله وليس مصر فقط، لإن من وجهة نظري المتواضعة أظنه لم يجد فيها سيادته من بلاغات لغوية وأدبية، وحبكات قانونية ليضعها في موسوعته…

لذا يعتبر هذا النوع من الأدب، هو الأول والفريد من نوعه، ولذا يُنسب للمستشار “المري” والذي أظن أن الكثير من الأدباء سيسيروا على خطاه فيه، متمنيًا أن يتم تطويره بما يليق به، وبما يحمله من أهمية كبيرة للأدباء والقانونيين .

مقال قد يهمك : حميد ريفي مغربي مسلم لأول مرة على رأس معهد كاثوليكي .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....