مجتمع

لمن يهمه الأمر : مطلوب استشارة قانونية ….

لحسن كوجلي .

بقلم لحسن كوجلي

من كفر الفقر و سلبياته , أنه يدفع بعدة أسر ممن يعيشون حياة اجتماعية صعبة , للتخلص من بناتهم في عمر الزهور , عبر زواج متسرع , غير مستوف للشروط , و قبل أن يستكملن فيه نموهن الطفولي, والذي قطعا يأتي بنتائج كارثية للغاية, اكثر من المتوقع .

نموذج من هذا القبيل, ما تعيشه الى حد كتابة هذا الموضوع, فتاة جميلة من مدينة أفورار بإقليم أزيلال , تركت تعليمها مبكرا لتتولى شؤون بيت والدها بسبب بعدها من المدرسة ناهيك عن قصر اليد المادية للعائلة , و ظلت أعقاب ذلك تقوم بأعمال منزلية تفوق سنها الصغير .

ذات يوم تقدم إليها شاب للزواج , و كان الحال فرصة مناسبة لأهل الصبية للتخلص منها بما يعتقدون أنه سيحسن من حالها الاجتماعي إلى الأبد . و لكون الصبية قاصر , و بعد مواجهة للإشكالات القانونية , عمل الزوج و ذويه على القفز على القانون و التحايل على أسرة العروس مستغلا جهلهم و فقرهم و طيبوبتهم بتنظيمه لعرس احتفالي أمام مرأى و مسمع كل الجيران , تاركا للأسرة الفقيرة أمل التغلب على المعيق القانوني بعد مراسيم الحفل . و بوصول الزوج نحو مبتغاه , وجد نفسه أنه غير مجبر و غير مضايق من أحد يدفعه لإعداد وثائق الزواج , و مضت الأيام إلى أن صار من الزوجين ولد , و استمر حالهما إلى أن طردت الزوجة من بيتها شر طرد , حاملة معها ثقل الولد إلى أسرتها الفقيرة التي كانت تستبشر خيرا من اعطاءها للزواج مبكرا .

و بعد ثلاثة سنوات من الطرد , بدون أن يتحمل الزوج أعباء طفله , و لا مصاريف النفقة , ظهرت أمام الجميع مشكلة أخرى أشد قسوة . “طفل يبلغ خمسة سنوات ” , و محتاج للتسجيل في القسم الدراسي , و لا وثيقة ثبوتية يحملها للدفاع عن نفسه , و هو الآن خارج الصف , يتابع أقرانه المتعلمين بنظرات الإحباط , و تتلوى الأم نظير ذلك من وضع صحي مستدام قد يفقدها السيطرة على نفسها في أية لحظة من اللحظات , سيما إذا انظاف إليها ما يعتليها من دمار نفسي ناتج عن ضغوطات العائلة .

و نطالب نحن لقاء ما تعيشه هذه الأم الصغيرة من يوميات مدمرة , من مستشارين قضائيين و محامين إبلاغنا بدرب تسلكه هاته المسكينة , للوصول إلى حل يقيها من لسعات الدهر , و ممن يقوى من رجال الأعمال أو محسنين لتوفير شغل لهذه الأم , يستحضر فيه أخدا بعين الاعتبار المبادئ المحافظة الذي تعيشها عليها السيدة موضوع العذاب اليومي .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....