تشارك الكاتبة المصرية ” عبير زينه ” بروايتها المتميزة “جرح بطعم الفرح ” لتزين بها أروقة معرض القاهرة الدولي للكتاب ( دورة 2022 ) بجمهورية مصر العربية . مشاركة هي الأولى من نوعها للكاتبة الواعدة حيث تتوخى من خلالها إبراز اسمها في سماء الأدب العربي المزدانة بنجمات متلألئة ما فتئت اسمائهن تتوج بتقديرات وطنية و دولية .
” جرح بطعم الفرح ” رواية اجتماعية تسرد حكاية الفتاة ” فوز “, حيث تسبح لغة الرواية في يم مليء بالصراعات النفسية و الهواجس والعواطف الجياشة . بطلة الرواية أنثى تحاول تغير مسار حياتها عبر محطات تختلف إحداها عن الأخرى . فتلجأ للحلول الأصعب , مرورا بقصة حب اتسمت بمتاعبها و مشاكلها و كثرة اضطراباتها .
البطلة ” فوز ” ليست مثالية ولكنها تشبه كل فتاة تمثل حواء في لعب دور الحياة . توجه من خلال كلمات ” جرح بطعم الفرح ” رسالة معينة لكل أنثى و لكل أسرة حيث النواة الأساس لكل مجتمع …
مطار القاهرة الدولي .
كثيرا ما ترددت صورته في مخيلة ” فوز ” و هي عائدة إلى أحلام قديمة بالية قد تناثرت هنا وهناك في تلك البلدة الصغيرة التي ولدت و نشأت فيها , حيت طفولتها اندثرت بين مراحل المراهقة و الطيش . ثم تلتها خطوة هروب أولي . طرح في نفسها تساؤلا عميقا : آثراه كان هروبا من إخفاق محذق , أم هروبا إلي مستقبل محقق ؟!
نوفمبر 1999 .
دخلت “فوز” عالما آخرا لم تعلم مدى قسوته و عمق آلامه ، لحظة وداع لا تعرف كيف مرت بها , حيث جمعت كل أشياءها وتركتها عند صديقة لها و قررت الهروب في صمت , لأنها لا تتحمل لحظات الوداع , لا تجرأ على توديع من تحب , و لا تحتمل ألم ترك بيتها خلفها , حيت ذكرياتها التي عاشتها , و ها هي ذي تسعى للرحيل , لتدع كل شيء خلفها . بيت عاشت فيه سنوات طويلة , منها الجميل ومنها المحزن .
لكن ورغم كل شيء ستظل أطلال ذكرياتها في ذاك البيت هي أجمل الأيام , أيام طفولة حيث لا يتحمل فيها الانسان ثقل المسئولية . لم يكن عليه خوض معارك الحياة , إذ هناك من ينوب عنه حتما , فأعظم معارك الطفولة أن نحفظ جدول الضرب أو نحل مسألة حسابية في مادة الرياضيات . ” فوز ” كانت واحدة ممن عاشت طفولتها إلى حين جاء دورها فقست عليها الحياة أيم قسوة , قست عليها بلا رحمة فأفجعتها . لتتنمر على ذاتها و تقسو عليها كما فعل بها الدهر .
ومع أولى خطوتها خارج بلدتها الصغيرة قررت أن تتحمل نتيجة هذا الهروب وما ينجم عنه , سواء كان نجاحا كان ام فشلا . ما يهمها كان هو هروبها حيث ستجد لنفسها مستقرا و ملاذا آمنا .
كان ل”فوز” قلب جميل لا يحتمل انكسارات الحب ، كانت جميلة و مشرقة الحلة , جمالها لا يشبه أحدا ( جمال الروح ) . عندما تنظر اليها يرتاح لها قلبك وترتاح العين لرؤية وجهها البريء ، و تستمتع بمشاهدتها و كأنها لوحة زيتية اختزلت فن الخلقة و الخلق . محياها لا تفارقه بسمة فغرها المرسوم كحبة الفراولة ، و لا تغادره تلك الكلمات الجميلة التي اعتادت أن ترددها في حضرة جميع من كان حولها , حتي و لو كانت لا تعرفهم . لسوء حظها قليلا ما كانت تجد مردودا لهذا الحب الذي يملأ نفسها , و صرفته على الأخرين , حيث كان حبها علامة تنير جنبات حياتها .
جرح بطعم الفرح .
رواية تلعب فيها العواطف دور الممرضة في شفاء العليل , كلماتها تكتنز في طيات سطورها عواطف جياشة , و أحاسيس مرتبكة حيث تبدأ سلطة الاضطرابات في رسم معالم شخصية عانت الأمرين لتكتشف أن خير سبيل للمواجهة هو الفرار ثم العودة .