الجريدة العربية – الرباط
في تصعيد خطير وغير مسبوق، أقدمت عناصر من الجيش الجزائري صباح اليوم على إطلاق النار على شابين صحراويين قرب دائرة “أرقوب” التابعة لما يُعرف بمخيم “الداخلة” في منطقة تندوف، مما أسفر عن مقتلهما وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. الحادث وقع داخل منطقة يُفترض أنها “محمية”، مما زاد من غضب سكان المخيمات المحتجزين تحت سيطرة جبهة البوليساريو، وأثار موجة من السخط والاستياء في صفوفهم.
وتُعد هذه الجريمة المروعة امتدادًا لمسلسل طويل من الاعتداءات المتكررة على شباب المخيمات، خاصة أولئك الذين يمتهنون التنقيب عن الذهب في محاولة يائسة لكسب لقمة العيش في ظل واقع البؤس والتهميش. غير أن ما يجعل حادث اليوم بالغ الخطورة هو وقوعه على بعد أقل من خمسة كيلومترات من المخيمات، وفي منطقة سبق أن تم الاتفاق من أجلها بين قيادة البوليساريو والسلطات الجزائرية على اعتبارها “منطقة عازلة” ، حيث يمنع فيها التدخل العسكري إلا بتنسيق مسبق.
وعقب إطلاق النار، خرج العشرات من سكان المخيمات، خاصة في دائرة أرقوب، في احتجاجات غاضبة ضد ممارسات الجيش الجزائري، ما أدى إلى مواجهات مباشرة مع القوات المنتشرة في المنطقة. ويخشى المتتبعون أن يؤدي هذا التصعيد إلى مزيد من التوتر في علاقة سكان المخيمات مع السلطات الجزائرية، التي تزداد ممارساتها قمعًا وتضييقًا يومًا بعد يوم.
ويؤكد هذا الحادث مرة أخرى هشاشة الوضع الأمني والإنساني في مخيمات تندوف، حيث يعيش الآلاف من المدنيين في ظروف أشبه بالاحتجاز، محرومين من حقوقهم الأساسية، وفي ظل قبضة أمنية مشددة تتحكم فيها الجزائر والبوليساريو.