طنجة تشن حملة واسعة لتحرير الملك العمومي وتجميل كورنيش المدينة قبيل “كان 2025”

الجريدة العربية

في خطوة حازمة ترمي إلى إعادة الاعتبار لجمالية طنجة وتنظيم فضاءاتها العامة، أطلقت السلطات المحلية، الأحد 8 يونيو، حملة موسعة لتحرير الملك العمومي وسط المدينة، استهدفت مظاهر الفوضى والاحتلال غير القانوني للفضاءات العمومية، خصوصاً في محيط كورنيش المدينة والشوارع الحيوية.

ضمن أولى مشاهد هذه الحملة، داهمت السلطات المحلية “سور المعكازين”، أحد أشهر فضاءات المدينة العتيقة، مستهدفة النساء المشتغلات في النقش بالحناء (النقاشات) اللواتي كنّ يمارسن نشاطهن دون ترخيص قانوني. هذه الخطوة خلّفت جدلاً بين مؤيدين يعتبرونها جزءاً من التنظيم، وآخرين يرون فيها تهديداً لموروث شعبي متجذر.

بالتوازي، شنت السلطات حملة تطهير شملت شارع محمد السادس وعدداً من شوارع وسط المدينة، حيث جرى حجز العشرات من العربات اليدوية والكراسي والطاولات التي كانت تحتل الأرصفة والطرقات بشكل عشوائي، في تجاوز واضح للقانون وتشويه للمنظر العام.

واستعداداً للموسم الصيفي والسياحة الداخلية والخارجية، انتقلت الحملة إلى شواطئ غندوري ومالاباطا، حيث تمت مصادرة عشرات المظلات والكراسي التي كانت تُكرى للزوار دون أي سند قانوني. وقد أُعطيت تعليمات صارمة باعتقال كل من يثبت تورطه في هذا النشاط غير المرخص، خصوصاً على امتداد كورنيش طنجة.

هذه الحملة أشرف عليها باشا منطقة مغوغة، ووجّه الوالي يونس التازي تعليماته الصارمة بتحرير الفضاءات البحرية بشكل فوري، مع التهديد بمتابعة كل مخالف قضائياً.

وفي إطار الاستعداد لاحتضان المملكة لكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، قام والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بزيارة ميدانية للوقوف على مدى التزام الملاهي الليلية والمقاهي بكناش التحملات المتفق عليه، ملوّحاً بإجراءات حازمة ضد المتقاعسين. وتم إصدار أوامر صارمة لـ13 مؤسسة ترفيهية على كورنيش طنجة بتوحيد الواجهات الخارجية وفق نموذج حضري محدد يخضع للمراقبة التقنية الدقيقة.

مصادر محلية تؤكد أن هذه الحملة ليست مجرد عملية تنظيف ظرفية، بل جزء من رؤية شاملة لتحويل طنجة إلى واجهة حضارية وسياحية تليق بموقعها الاستراتيجي ومواعيدها الكروية الكبرى المقبلة، بما يعزز صورتها كمدينة عالمية بشواطئها وكورنيشها ومعمارها العصري.