
ضربة قوية للجزائر: النيجر تنسحب من مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء… والمغرب يرسخ ريادته في التعاون الطاقي الإفريقي
الجريدة العربية – الرباط
في تطور لافت يعكس فشل الرؤية الجزائرية في المشاريع الطاقية القارية، أعلنت النيجر رسميًا انسحابها من مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي تقوده الجزائر بالشراكة مع نيجيريا، والذي كان من المقرر أن ينقل الغاز الطبيعي من الحقول النيجيرية إلى أوروبا عبر النيجر فالجزائر.
هذا القرار يأتي بعد أن جمّدت نيامي الدراسات النهائية للمشروع، الذي كان يُنتظر أن يصل إلى قرار استثماري حاسم بحلول عام 2026. المشروع واجه منذ البداية عراقيل متعددة تتعلق بالتمويل، فضلًا عن التهديدات الأمنية في المناطق التي يمر منها، والتي تعرف بؤرًا للنزاعات المسلحة والجماعات المتطرفة.
وكان المشروع يطمح إلى ضخ حوالي 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى أوروبا، دعمًا لأمنها الطاقي وتنويعًا لمصادر الإمداد، إلا أن صعوبات جذب الشركاء والمستثمرين ظلت تؤجل تنفيذه، حتى جاء انسحاب النيجر ليضع نقطة النهاية.
الانسحاب يُقرأ أيضًا في ضوء التوتر السياسي المتزايد بين نيامي والجزائر، خاصة بعد تغير موازين النفوذ في منطقة الساحل، إذ اختارت النيجر توسيع آفاق شراكاتها بعيدًا عن المحور التقليدي الجزائري.
وفي مقابل هذا التعثر، يبرز المشروع المغربي-النيجيري لنقل الغاز كقصة نجاح إفريقية بامتياز، يجسد رؤية متكاملة وتعاونية تحت القيادة الرشيدة للمغرب، ويجمع دول غرب إفريقيا في مشروع استراتيجي يمتد على طول الساحل الأطلسي، ما يعزز الأمن الطاقي القاري ويضع المملكة في موقع الصدارة كفاعل موثوق ومستقر.
الفرق بين المشروعين يُبرز بجلاء منطق الحكمة والتخطيط في المبادرة المغربية، مقابل العشوائية والتأزم السياسي المحيط بالمقاربة الجزائرية. فبينما يتقدم أنبوب الغاز المغربي بخطى ثابتة، بدعم من عدة دول إفريقية وشركاء دوليين، ينتهي الأنبوب الجزائري في طريق مسدود.