أخبار المغرب

لندن بالضربة القاضية والمملكة المغربية تزهر في ربيع الدبلوماسية الملكية

 الجريدة العربية – ذ. بوحافة العرابي *

في مشهد دبلوماسي مهيب يُضاف إلى سجل الانتصارات التاريخية للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، خرجت بريطانيا العظمى — بصوت واضح ورسمي — لتعلن دعمها الكامل والصريح للمقترح المغربي للحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية. موقف لم يكن مجرد بيان مجاملة، بل وثيقة استراتيجية وقعت في الرباط، شددت على أن المبادرة المغربية لعام 2007 هي الأساس “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل نزاع مفتعل طال أمده.

هذا الحدث الدبلوماسي المدوي لم يكن مجرد إعلان عابر، بل ضربة موجعة للإعلام الجزائري الذي بدا مشدوهاً مرتبكاً، عاجزاً عن التفسير أو التبرير، خصوصاً وأن الدعم البريطاني أتى من عضو دائم بمجلس الأمن، بثقله الدولي وبحضوره الاستراتيجي في العالم.

ففي وقت تحاول فيه الجزائر ومعها صنيعتها “البوليساريو” إنقاذ ما تبقى من خطاب متهالك قائم على الشعارات المهترئة والتضليل، اختار المجتمع الدولي، مجدداً، الوقوف مع المغرب، ومع مقاربته العقلانية الواقعية، ومع سيادته الشرعية على كامل ترابه، في تأكيد صريح أن الزمن تجاوز دعاة الانفصال والفرقة.

ولم يقتصر البيان البريطاني على الموقف السياسي فحسب، بل كشف عن استعداد المملكة المتحدة لتمويل مشاريع اقتصادية ضخمة في الأقاليم الجنوبية، عبر ذراعها التمويلي UK Export Finance، بمبلغ قد يصل إلى 5 مليارات جنيه إسترليني. خطوة تؤكد أن الصحراء المغربية ليست فقط قضية وحدة ترابية، بل أيضًا ورشا تنمويا مفتوحا على المستقبل، يعكس رؤية جلالة الملك لجعلها بوابة استراتيجية للتنمية في إفريقيا.

في المقابل، ساد الصمت والارتباك في أوساط الإعلام الجزائري، الذي وجد نفسه أمام واقع سياسي جديد يقلب الطاولة على دعاياته المتكررة. الحدث شكل الضربة القاضية، وربما دق بذلك آخر المسامير في نعش مشروع الانفصال الذي لم يعد يلقى سوى الرفض والعزلة.

الدبلوماسية المغربية، بهدوئها الاستراتيجي وثباتها المبدئي، استطاعت أن تُسقط كل أوراق الخريف التي كان يعول عليها معسكر التخريب الإقليمي. ففي ربيع المملكة، تزهر الورود من الصحراء إلى طنجة، وتُعزف سيمفونية النصر من بوابة الرباط إلى عواصم القرار الدولي.

لقد آن للمنطقة أن تُنصت لصوت الحكمة والاستقرار، والذي لا يصدر إلا من المغرب، من ملكه، من شعبه، ومن مشروعه الذي بات يمثل بديلاً حضارياً لتنمية شاملة وسلم مستدام.

المغرب يتقدم… والبقية تلهث وراءه ، ولحديثنا يا سادة بقية ….

_______________________________________________________

* ذ. بوحافة العرابي كاتب صحفي و رئيس هيئة التحرير والنشر بالجريدة العربية    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى