ثقافة و فن

صلاح اوراغ قائد هنتفية الذي صنع تاريخ المنطقة بإقليم أزيلال .

لحسن كوجلي .

كتابة و تقديم : لحسن كوجلي .

هنتيفة منطقة بإقليم ازيلال , تتكون من قبائل , ابزو, فم الجمعة, تيسليت, تابية, بني حسان, تنانت وايت تكلا . وحيث ان للمنطقة تاريخ عظيم منسي, ارتايت على ضوء معلومات بسيطة استقيتها من سيدة غيورة جدا على هذه البلاد التي قالت عنها انه من المقيت الا يضطلع أبناء إقليم ازيلال على تاريخ هنتيفة المليء بالاحداث و الاسرار التاريخية
و الحديث عن هنتيفة لابد أن يكون مقرونا باسم قائد كبير هو من قدم للمنطقة الشهرة التاريخية التي جعلتها من اقوى البلاد تواجدا في عصره, ونتحدث هنا عن القائد صالح اوراغ بن الشيخ محمد اوراغ الذي لقب بهكذا لقب نسبة الى لون بشرته ” اوراغ ” وهو الأصفر بالامازيغية, رأى القائد صالح اوراغ النوربمنطقة هنتيفة و بالضبط بامشيحن بني حسان. وسيتولى منصب القائد في عهد الحسن الأول عندما يبلغ اشده .
و في مرحلة كان يشهد فيها المغرب عدة توترات و معارك بين قبائله, كانت بلاد هنتيفة تنعم بالسلم والأمان, و ذلك بفضل خاصية حكم القايد صالح الذي ظل في حينه يتميز بالحنكة العالية وعظيم القوة, اذ كانت معظم قبائل الجوار تخشى ان تقارعه في النزالات الحربية, حيث معروف كونه فارس قويا و له شخصية قيادية متميزة, كان ينازل خصومه في المعارك بشراسة مما جعل معظم القبائل تحسب له الف حساب.
وبعد تعاظم قوة القائد صلاح وتغلغله في الحكم, شرع في تعين اخوه عبدالسلام خليفة له في عثمانة وعين باقي اخوته في مناطق مختلفة بهنتيفة. وعقب هذه التعيينات بدأت شرارة النزاعات في المنطقة ولم تعد تعرف سلاما فيما بعد. ومن أشرس المعارك التي كانت المنطقة مسرحا لها, تلك التي جمعت بين قبيلة هنتيفة و قبيلة ازناكن, واخرى ضد ايت عتاب, وكان ذلك سنة 1884 حيث نشب صراع واقتتال بين الباشا اعتاب الذي نصبته الزاوية المحلية قائدا على ايت عتاب و قائد هنتيفة صالح اوراغ , أودت هذه المعركة بحياة عدد كبير من المقاتلين من كلا الفريقين, و استمر هذا التطاحن الى غاية 1887, حيث تزامن الحال مع مرور موكب المولى الحسن الأول من منطقة ايت اعتاب, وكانت فرصة من الباشا اعتاب ليشتكي للسطان من السلوكات العدوانية للقائد صلاح اوراغ, نظير ذلك تم عزل هذا الأخير من قيادة بلاد هنتيفة وتم تعويضه بالقائد عبد الله اوشطومن تيسليت وذلك بطلب من الباشا اوعتاب وشيخ الزاوية سيدي عباس.
وحيث انه من سيرة كبار القوم انهم لا ينطفئون بسهولة, ظل القائد اوراغ يبحث عن سبل العودة الى سدة حكم هنتيفة, وسيتحقق له الامر بعد مرور بضع سنين, وساعده في ذلك الكلاويين الذين قاموا هم أيضا باستقبال وضيافة وفك عزلة سوء الأحوال الجوية على موكب السلطان الحسن الأول خلال عودته من تافلالت حيث اطفأ لهيب النزاعات هناك, ولقاء كريم ضيافته لمدة 25 يوما, وبعد علاقة نسجت بين ايت الكلاوي والسلطان, اصدر هذا الأخير ظهير شريف عين بموجبه التهامي الكلاوي خليفة في منطقة الجنوب من تالواة وتافيلالت ودادس وتودغا الى محاميد الغزلان, وخلصت هذه العلاقة مع السلطان الى إعادة تنصيب صلاح اوراغ قائدا مرة أخرى على بلاد هنتيفة, فعل لم تستصغيه شريحة واسعة من أبناء البلاد, لتعاود شرارة النزاعات مرة اخرى الى المنطقة استمرت لزهاء سبع سنوات, توفي خلالها ابن القائد صلاح, الحسين, وعاد التفوق أخيرا لفريق القائد صلاح التي تمكن من استرجاع منطقة تنانت الى دائرة حكمه بعدما كانت خارج سلطة نفوذه الترابي لفترة معينة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....