مجتمع

صباح فلسطين الثائرة ….

الأستاذ إدريس زياد*

السبت 6 أكتوبر 1973 في يوم الغفران، العبور المصري لخط بارليف، السبت 7 أكتوبر 2023، العبور الفلسطيني للجدار نحو غلاف غزة، الساعة السادسة صباحاً أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة 5000 صاروخ طالت 35 مدينة في العمق وغلاف غزة، في المرحلة الأولى من عملياتها أطلقت المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى” حيث تحرك 300 مجاهد لاقتحام مواقع المحتل الإسرائيلي على الغلاف ثم السيطرة على المستعمرات وقد بلغ عدد المستعمرات التي تم السيطرة عليها سيطرة تامة ثلاث مستعمرات ومدينة سيديروت، بعد ذلك أطلقت المقاومة المرحلة الثانية من العملية والتي اشترك فيها 1100 مجاهد وذلك لتأمين القوات المنتشرة في المواقع والمستعمرات الصهيونية…

الساعة الثامنة أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي التدبير رقم 8 والذي يدعو إلى تجنيد الاحتياط ويفيد بأن إسرائيل دخلت في حرب وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها “إسرائيل” هذا التدبير منذ حرب أكتوبر 1973، وذلك بعد اجتياح القوات المصرية والسورية لمانع خط برليف و دخول القنيطرة واحتلال مرصد جبل الشيخ، وصل عدد قتلى قوات الاحتلال الإسرائيلي العشرات وهناك عدد غير محدد من الأسرى من عدة رتب عسكرية، خلال الهجوم الكبير والمفاجئ تم تمويه العدو بثلاث هجومات تثبيتية خداعية من البحر باتجاه عسقلان وزيكيم، استخدمت المقاومة المسيّرات المدخرة والطائرات البخارية المظلية للاستطلاع والدعم والإسناد الناري، هكذا سجلت المقاومة الفلسطينية للتاريخ دلالة تاريخية…

وهناك مصدر يفيد بأن المقاومة الفلسطينية سيطرت على منظومة القبة الحديدية مع بداية الضربة الصاروخية، كما تم وقف الإنترنت عن الجنوب بسبب انتشار مقاطع أسر الجنود الإسرائيليين باللباس الميداني الكامل والخوذ وحماية مفاصل الرُكب، وفيديوهات القتلى التي وصل عددها حسب “يديعوت أحرونوت” 100 قتيل وجريح والحصيلة أولية، وكذلك انتشار فيديوهات الهروب الجماعي من المستوطنات في اتجاه المدن الإسرائيلية، حيث فرّوا هاربين حفاة عراة كما جاؤوا أول مرة، وتم تحرير كافة مستوطنات غلاف غزة…

أعتقد أنهم سطروا أروع آيات النصر، وجاسوا خلال الديار، وحققوا عنصر المفاجأة، وأحسنوا التخطيط، فكان هذا ردّهم على استباحة القدس وتدنيسها من قبل قطعان المستوطنين والخنازير الآدمية، وهو بمثابة استهداف لكل العواصم العربية، بما فيها الإرهاب الصهيوني الذي قصف حمص وتوالي المؤامرة الكونية على سورية أمام صمت العالم، رحم الله الشهداء والشفاء للجرحى، وستبقى سورية قلعة العروبة واستهدافها هو استهداف لكل عواصم العرب وفي قلبها فلسطين.


*الأستاذ إدريس زياد موظف و كاتب مغربي يشتهر بتناوله لمواضيع تراثية، راسخة في عمق ثقافة و حضارة الأمة المغربية و العربية الإسلامية …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....