الجريدة العربية – لحسن كوجلي
راضي الليلي, مواطن عاش في بلده المغرب في واسع العز و الكرامة. حين اشتد عوده, كرمه بلده و قلده اسمى المسؤوليات, الا انه نظير انانيته ورغبته في التعالي على قوانين الدولة, انتهى به المطاف في مزبلة التاريخ. عقب طرده كمقدم للاخبار, التقيت بهذا الشخص مرتين, الاولى كانت خلال زيارته لمقر الزاوية البصيرية ببني عياط باقليم ازيلال, و الثانية بالعاصمة الرباط, وكان الهدف من المناسبتين, تغطية انشطة الزاوية. الرجل تبادلت معه قسطا من الحديث, مدني خلال المناسبة الاولى ببطاقة الزيارة. بكل امانة و انا اتحمل كامل المسؤولية الاخلاقية, ان هذا الشخص الذي حاولت ان اقف امامه بكل احترام وتقدير, كان ينبعث منه ريح الغدر, و كانت ملامحه تحكي عن تفاصيل المؤامرة ضد الوطن, وكان فؤادي يحسني انه جاء للتسول والاسترزاق وليس بغاية التغطية الاعلامية, خصوصا واننا كنا في الرباط ثلاثة اعلاميين فقط, لم اكن اراه يشتغل بجد, ولم يكن يحمل اي ادوات حتى. بعد رحيل الرجل الى فرنسا, اظهر حقيقة نواياه, وظل يسب ويشتم ويمس رموز المملكة الشريفة بالسوء, ظنا منه انه انتصر, وان الايام ستبقى على حالها, لم يكن يعلم ان ما تسلح به من زاد و سلاح كان مجرد قراطيس العيال في يوم عاشوراء, ينتهي انفجارها مع نهاية يوم الحفل. مؤخرا رايته بالصدفة يتجول في احد مخيمات العار, سماه بمخيم ولاية بوجدور, تابعته وانا اعلم انه كان يتحدث و هو شارد الدهن, بالكاد يستطيع ان ينطق, ارى وكانه افتطن اخيرا للمقلب الذي بناه لنفسه, وزينه له شيطانه و اعده له اعداء الوطن, يمشي و قد اثقل غدره ممشاه, يتلوى من حرقة القحط في بلاد لا طائر فيه يطير و لا وحش خرج لاستقباله استقبال الابطال. خائن, كان السقوط هو قدره المحتوم, خائن, ليس لانه خان بلده فحسب, بل لانه خان نفسه اولا و اهله و عشيرته, و كان سببا في قطيعتهم الابدية ليصير فيما تبق من حياته عبدا و اسيرا لدى من سيستغله سوء استغلال الى ان يلاقي ربه.