خير خلف لخير سلف …
الجريدة العربية – إدريس زياد
حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي خلفاً للراحل القائد الشهيد إسماعيل هنية الذي فاوض الصهاينة تحت النار ولم يترك لهم معذرة حتى قتلوه غدراً بعد أن أيقنوا أنه لن يعطيهم أكثر مما وافق عليه أهله في غزة، وبما أن المجرمين الأجلاف قتلوا القائد الذي كان يفاوضهم فهذا يدل على أنهم لا يريدون مفاوضات ولا سلاماً…
اختيار يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس في هذه الظروف سيتعب الاحتلال الصهيوني ومن خلفه، وقد ظهر جلياً بوجه مكشوف أن الصهاينة قتلة الأنبياء لا يسعون إلا لتضييع الوقت والمناورة والخداع، لهذا وجب مواجهتهم بأشد قوة من الجهاد والمقاومة وهذا هو الخيار الأنسب، وستبقى جولات المفاوضات السابقة نزهة أمام تشدد القيادة الجديدة وفقها الله، يحيى السنوار مهندس سابعة المجد طوفان الأقصى أهل لذلك، السابع من أكتوبر عام 1962 ميلادي الذي يوافق تاريخ ولادة المجاهد القائد يحيى السنوار، فمن كان الجهاد دأبه والشهادة غايته كان التوفيق حليفه والنجاح عنوانه بإذن الله تعالى، نسأل الله يفتح له مصاريع الفرج بمفاتيح التمكين، والمقاومة في هذا الوقت بالذات ليست بحاجة إلى سياسيين فقط بل هي في حاجة إلى سياسيين رجال حرب وإلى سداد الرأي وشدة على الأعداء وقوة في اتخاذ القرارات، والقائد الجديد رجل سياسة وحرب أيضاً…
صدمة الصهاينة عندما ثبتت نظرية البديل، فكيف إذا كان البديل من صُلْبِ الأصيل، وسنوار معناها في القاموس العربي، أشبّ النّار، أوقدها، أضرمها، أجّجها، أشعل النّار، أوقدها، أضرمها وألهبها، أشعل المتظاهرون النار، أشعّت النّار، أرسلت ضوئها وحرارتها، أضاءت النار الشيء. فبإذن الله هو ضياء للإسلام والمسلمين، ونار تحرق الصهاينة الأوغاد المجرمين. العدو الصهيوني لا يريد مفاوضات ولا سلماً وقد قرر بلوغ الغاية في القتل، لذلك يبدو الخيار الأرجح في معاقبته ومراغمته وقلب سياسته عليه، وهو ما سيقوي مواقف الدول الضاغطة لإيقاف الحرب خوفاً من الفوضى الشاملة، وهذه الحرب خرجت من يد البشر وتقديراتهم لتكون بيد الله وحده، هو يعلم منتهاها ومستقر الأمور، فنرجو من الله أن تكون نهايتها خيراً على إخواننا في فلسطين وعلى المنطقة ككل وعلى الأمة الإسلامية.